يمكن استفادة توثيقه من بعض الضوابط وعليه مبنى كلام الشهيد الثاني في شرحه على الشرائع حيث سمّى روايةً هو من رجالها صحيحةً ، وهو الحقّ ، لأنّ في اعتبار مشايخ القمّيين له ، وأخذهم الحديث عنه ونشر الرواية منه دلالة على أنّه ثقة في الرواية والنقل ، جليل عندهم لأنّهم كانوا يخرجون الراوي منها ويُؤذونه بمجرّد توهّم شائبةٍ ما فيه ، فكيف يجتمعون عليه ويقبلون حديثه لولا وثوقهم به فيصير بذلك حديثه معتبراً صحيحاً ؛ قال في الفهرست : « إبراهيم بن هاشم أصله من الكوفة وانتقل إلى قم وأصحابنا يقولون : « إنّه أوّلُ من نشر حديثَ الكوفيّين بقم ، وذكر أنّه لَقي الرضا عليه السلام » [1] ومثله ما في رجال النجاشي . [2] نعم يمكن أن يقال : إنّه حسن بمهران بن محمّد ، لأنّه غير موثّقٍ في كُتب الرجال إلَّا أنّ له كتاباً يرويه عنه ابن أبي عمير . [3] وفيه إيماء إلى حُسن حاله كما أومأنا إليه سالفاً ، وفيه أنّ مهران بن محمّد بن أبي نصر السَكُوْنِيّ من أشدّ الخلق عداوةً للرضا عليه السلام بَعد أبي إبراهيم عليه السلام كما يظهر ذلك من النظر فيما في ترجمة علي بن أبي حمزة البطائني وهذا يدلّ على سُوء حاله وكونه واقفيّاً شديد العداوة فما ذكره الشيخ من : « أنّ ابن أبي عمير لا يروي إلَّا عن الثقات » محلُّ تأمّلٍ إلَّا أن يقال : لا منافاة بين الوقوف والوثوق فتدبّر . وفي الكافي عن الوشّاء قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : « سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الغِناء فقال : هو قول الله عزّ وجلّ : * ( « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * . [4] وفيه عن الحسن بن هارون قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « الغناء
[1] فهرست الشيخ ، ص 4 . [2] رجال النجاشي ، ص 16 ، رقم 18 . [3] رجال النجاشي ، ص 423 ، رقم 1135 . [4] . الكافي ، ج 6 ، ص 432 ، باب الغناء ، ح 8 والآية في سورة لقمان ( 31 ) : 6 .