وبما قرّرناه اندفعت شُبْهة جهالة الغِناء وعدم تعيّنه من بين النَغَمات والأصوات وذلك لأنّ كُلا من معناه اللغوي والعرفي والشرعي الذي حمله العلماء عليه لِتضمُّن بعض الأخبار إيّاه ، وإشارة بعضٍ آخَر إليه ، واضح معروف مكشوف لا ستْرَةَ فيه ولا شُبْهة ؛ وأيّ فرقٍ بَيْنَه وبين سائر الألفاظ المتلقّاة من صاحب الشرع فإنّ حكم الكلّ واحد وقد سَبَق ترتيب مراتبها وتقديم بعض على بعض عندهم فإنّهم استدلَّوا عليه بأدلَّةٍ وافيةٍ وحُجَجٍ شافية . فالقولُ بحرمته ، ثمّ التعلُّل والفِرار عنها بجَهالته مع إفضائه إلى الضيق والحَرَج ، لوجوب التحرّز حينئذٍ عن استماع جميع الأصوات والتجنُّب عن تمامة [ كذا ] النَغَمات المحتملة المشكوكة واه ٍ ؛ إن يريدون به إلَّا تعنّتاً وفِراراً ، وعدم انقياد الشرع وقبول حكمه ، وإن سُجِّل عليهم مِراراً ، * ( « فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ » ) * . [1] خاتمة ولنختم الرسالة بذكر طرف من الأخبار الواردة في الباب ، حامدين لله ومصلَّين على من أوتي فصل الخطاب وعلى آله المعصومين وعترته الطاهرين الأطياب . روي في معاني الأخبار عن يحيى بن عباد عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت : قوله عزّ وجلّ : * ( « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * قال : « منه الغناء » [2] . وروي في الكافي في الحسن على المشهور بإبراهيم بن هاشم عن محمّد بن أبي عمير عن مهران بن محمّد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : « الغِناء ممّا قال الله : * ( « وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * . [3] وإنّما قلنا على المشهور لأنّه