إسم الكتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) ( عدد الصفحات : 884)
وروى أبو بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ * ( « فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ » ) * قال : « الغناء » [1] وفي معناها أخبار كثيرة . [2] أقول : الآية الأولى نزلت في النضر بن الحارث وكان يشتري المغنّيات فلا يظفر على أحدٍ يريد الإسلام إلَّا انطلق به إلى قينته فيقول : أطعميه واسقيه وغنّيه ، ويقول : هذا خير ممّا يدعوك إليه محمّد من الصلاة والصيام وأنْ تقاتل بين يديه [3] ، فالمراد والله يعلم ومن الناس من يشتري المغنّيات اللواتي يُلهين عن الخير بغنائهنّ في الحديث ؛ وإنّما اطلق على ذلك لهو الحديث واطلِق لهوُ الحديث على الغناء اختصاراً أو مجازاً ، اعتماداً على القرينة لأنّ الغناء تطريب الصوت وترجيعه ، فهو نفسُ العارض فقط لا مجموع العارض والمعروض ، فإطلاقه عليهما ولا سيّما على الحروف والكلمات مجاز ، وكذا الكلام في قول الزور فإنّ إطلاقه على الغناء مجاز باعتبار ما يعرضه من التطريب والترجيع ، والقرآن قول حقٍّ وحديث صدقٍ باعتبار ذاته إلَّا أنّ ترجيعه وتطريب الصوت على النحو المتعارف يوجب اتصافه بالعرض أعني باعتبار متعلَّقه بقول الزور ولهو الحديث . وبذلك يندفع تشنيع السيّد المعاصر [4] على الأصحاب حيث قال تبعاً للآخرين : هذه الأحاديث تدلّ صريحاً على أنّ المراد من الغِناء هو الأصوات المُلْهية . ونصٌّ على ما ادّعيناه من صيرورته حقيقةً عرفيةً فيه . وأيّ دلالةٍ أصرح على ذلك مِن حَمْل لَهْوِ الحديث على الغناء بل
[1] الكافي ، ج 6 ، ص 431 ، باب الغناء ، ح 1 ، والآية من سورة الحجّ ( 22 ) : 30 . [2] المسالك ، ج 2 ، ص 403 ، كتاب الشهادات . [3] الكشّاف ، ج 3 ، ص 490 ، جوامع الجامع ، ج 3 ، ص 277 ، ذيل سورة لقمان ( 31 ) : 6 وانظر : البرهان في تفسير القرآن ، ج 3 ، ص 270 ، في ذيل الآية . [4] . يعني السيّد ماجد بن إبراهيم الحسيني رحمه الله تعالى .