الحَسَن أو العالي أو الرخيم ونحوه . وآخره صريح في تحريم الغِناء حيثما صَدَقَ ، بل يُفْهَم منه التحريم في الأشياء المذكورة بقرينة السياق وبهذا يظهر جواب ما يذكرونه في مقام الاحتجاج به . تنبيه أنت خبير بأنّ حاصل ما فَهِمَه من كلام الفقيه يؤول إلى أنّ التغنّي بالقرآن والدعوات والأذكار والكلمات الحقّة المقولة في التوحيد والنُبوّة والإمامة والمعاد ، وفي المراثي ونحوها منظومةً كانت أو منثورةً ليس بحرامٍ وإنّما المحرَّم منه ما إذا اقترنت به كلمات باطلة ، وتحريرات عاطلة ، كما إذا كان فيها هجاءُ مسلمٍ أو تشبيب بامرأةٍ معيّنَةٍ وما أشبه ذلك ، وبالجملة عنده أنّ التغنّي في نفسه ليس بحرامٍ وإنّما يصير حراماً باعتبار ما يتغنّى به ونحوه ؛ وكذا الكلام في الكراهة ، فكراهته وحرمته أمران اعتباريّان والنهي عن الغناء في الأخبار ناظر إلى هذا الاعتبار فهو بالاعتبار الأوّل حلال وبالاعتبار الثاني حرام ؛ وهذا كما ترى بعيد عن سياق الأخبار وعن نظر الاعتبار بل مثل هذه التأويلات الركيكة والتمحّلات السخيفة ردٌّ للأخبار وطعن في الآثار ، وظني أنّه لا يقول به عاقل فضلًا عن أن يقول به فاضل ، وخصوصاً الفقيه ومن في طبقته ؛ فطوبى للذين هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « يحمل هذا العلم من كلِّ خلفٍ عدول ينفون عنه تحريفَ الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » . وكذا الكلام فيما ذَكَره الطَبْرِسي مع أنّه أسنده إلى الأكثر من غير ترجيحٍو هذا لا يدلّ على اختياره وإن كان موهماً له ، ولعله أراد بأكثر العلماء علماء العامّة بقرينة نَقْله رواياتهم ولا سيّما هذه الرواية الواردة في طريقهم على أنّه قال : إنّهم حملوه على تزيين الصَوت وتَحْزينه وهما لا يستلزمان الإطراب والترجيع ، لجواز أن يكون تزيينه باعتبار جودته وخلوصه وصفائه واشتماله