الغناء مطلقاً ممّا يقتضيه طريقُ الاحتياط كما اعترف به فَلْيُؤخَذْ الحائط للدين ولْيُقْتَصَر على موضع اليقين كما هو طريق الأخيار الأبرار الذين يخافون الله ؛ « دَعْ ما يُريبك إلى ما لا يُريبك وليس بناكبٍ عن الصراط من سَلَك طريقَ الاحتياط » . فصل فيه وصل وفضل حاصل ما أفاده السبزواري هو ما أجاده القاساني قدّس سرّهما في الصافي بعد أن أورد أكثر الأخبار المذكورة حيث قال : المستفادُ من هذه الأخبار جواز التغنّي بالقرآن والترجيع به ، بل استحبابهما ، فما وَرَد من النهي عن الغناء ينبغي حملُه على لُحُون أهل الفسق والكبائر وعلى ما كان معهوداً في زمانهم عليهم السلام في فُسّاق الناس وسلاطين بني اميّة وبني العبّاس من تغنّي القينات بين الرجال وتكلَّمهنّ بالأباطيل ولَعْبهن بالملاهي من العيدان والقضيب ونحوهما . [1] ثمّ قال : « وكلام الفقيه وأراد به ما مرَّ من قوله : « تغنّي بقراءة القرآن والزهد والفضائل التي ليست بغناء » [2] يعطي أنّ بناء الحلّ والحُرمة على ما يتغنّى به » . وقال بعد أن نقل حديث أبي بصيرٍ في أجر المغنّية التي تزفّ العرائس [3] : « هذا الحديث يعطى أنّ لِسَماع صوت الأجنبيّة مَدخلًا في الحُرمة فليتأمّل » انتهى .
[1] الصافي ، ج 1 ، ص 44 ، المقدمات ، المقدّمة الحادية عشرة . [2] الفقيه ، ج 4 ، ص 60 ، ح 5097 . [3] الكافي ، ج 5 ، ص 120 ، باب كسب المغنّية وشرائها ، ح 3 .