الثالث : ما رواه الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن الرضا عليه السّلام أنّه قال ، قال علي بن الحسين عليهما السّلام : إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه وتماوت في منطقه وتخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغرنّكم فما أكثر من يعجزه تناول الدّنيا وركوب المحارم منها لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه ، فنصب الدين فخّا لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكَّن من حرام اقتحمه . وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام فرويدا لا يغرنّكم فإنّ شهوات الخلق مختلفة فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرّما . فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك ، فرويدا لا يغرنّكم حتّى تنظروا ما يعقده قلبه [1] فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثمّ لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر ممّا يصلحه بعقله . فإذا وجدتم عقله متينا ، فرويدا لا يغرنّكم حتّى تنظروا أمع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه وكيف محبّته للرياسات الباطلة وزهده فيها ؛ فإنّ في الناس من * ( خَسِرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةَ ) * [2] يترك الدّنيا للدنيا ويرى أنّ لذّة الرياسة الباطلة أفضل من لذّة الأموال والنعم المباحة المحلَّلة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة حتّى * ( إِذا قِيلَ لَه ُ اتَّقِ ا للهَ أَخَذَتْه ُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُه ُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ ) * [3] وهو يخبط خبط عشواء يقوده
[1] في أكثر المصادر : « ما عقده » . [2] الحجّ ( 22 ) : 11 . [3] البقرة ( 2 ) : 206 .