الصحيحة المستفيضة العامّة الدالَّة على تحريمه مطلقاً ، وَقَعَ في قرآن أم أذان أو خطبة أو دعاءٍ أو نظمٍ أو نثرٍ ، إلَّا ما استثني منه في محلَّه بدليلٍ خاصٍ من العرائس والحداء على خلافٍ واقعٍ فيهما ، وقد عُلِم عدمُ وجدان ما يصلُح للتخصيص لِضَعْفِه وشُذوذه وموافقته المخالِف ومخالفته المؤالف إلى غير ذلك . وبما قرّرناه ونقلناه ظهر فساد ما أفاده الفاضل المعاصر سيّدنا محمّد المدعوّ بماجد في رسالته [1] المذكورة بقوله : وليُنصِف المُنصِفُ أنّ قِراءة القرآن بالألحان الملهية المعروفة بالتصانيف في زماننا المُقوّاة بِضَرْب الدُفوف والرَقص المزيَّنة بسائر آلات اللهو المهيِّجة للشَهَوات ، وبالمقام المُسمّى بالرهاوى والمورث للحُزْنِ والبُكاء هل هما سيّان ؟ ! حاشا وكلَّا ، أين الثُريّا من الثَرى وأين الأرضُ من السماء بل * ( « هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُه ُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ » ) * . [2] ثمّ قال بعد نَقْله حديث ابن سنان المذكور آنفاً : « هذا الحديث ممّا رواه العامّة أيضاً عن حذيفة بن اليمان . . . واتّفَقَ على صحّته الفريقان ، وهذا نصّ صريح على ما ادّعيناه من صيرورة الغِناء حقيقةً عرفيةً في هذا الفرد الأخصّ ، ونَهيُهُم عليهم السلام مختصٌّ بهذا دون غيره ونقول تأكيداً وتوضيحاً : نحن معاشر القائلين بالتفصيل في أمر الغناء ندّعي أنّ الغناء المنهيَّ عنه هو الأصوات المُلْهية التي تتصدّاها القينات وفسّاق الرجال ويزيّنها ضَربُ الدُفوفِ والعيدان ولكَثرة إطلاق الغِناء على هذا