شيئاً [1] وهذا يدلُّ على كونه راوياً خبيثاً غير معتقدٍ بأنّ علياً عليه السلام هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويجب اتّباعُه والمقاتلةُ مع عدوّه والشهودُ معه في مَشاهِده والتزامُ ملازمته ؛ بل نقول ما نُقِل عنه مؤيّد لكَون هذه الأخبار الواردة في طريقنا محمولة على التقيّة ؛ محمولة على ما فَهِم منها بعضهُم حيث قال : « تغنّوا به بمعنى استغنوا به » . [2] ويؤيّده ما ورد في الخبر عن سيّد البشر أنّه قال : « القرآن غنىً لا غنى دونه ولا فقر بعده » كذا في جامع الأخبار [3] ، وحَمْله على ما حَمَله عليه الأكثر ، مرجوح وإلَّا فيُفيد وجوب التغنّي بالقرآن لمكان قوله : « فليس منّا » أي مِن امّتنا ولا قائل به إلَّا أن يقال : المراد أنّه ليس من خاصَّتنا وبَطائِننا فحينئذٍ يُفيد استحبابه به مع احتمال كونه وكون أمثاله منسوخة بما دَلّ على ذمّ التغنّي بالقرآن . وبالجملة هذه الأخبار ، بعضُها لا دلالة له على المدّعى وبعضُها مرسل ، والمراسيل مطلقاً حتى مراسيل محمّد بن أبي عمير لا وثوق بها ولا اعتماد عليها كما هو التحقيق ، وقد فصّله الشهيد الثاني في الدراية [4] ، وبعضُها كرواية وقوف السقائين [5] مجهول مرويٌّ عن عليّ بن عُقْبَة عن رجلٍ عن أبي عبد الله عليه السلام ومن رجالها سهلُ بن زياد ، وضَعْفُه مشهور ؛ وكذلك روايةُ « حُسْنِ صَوتِ الأنبياء عليهم السلام » [6] مجهولة مرويّة عن عليّ بن إسماعيل الميثمي عن رجلٍ
[1] رجال الكشي ، ج 1 ، ص 197 ، رقم : 82 . [2] النهاية ، ج 3 ، ص 391 ، « غنى » . [3] جامع الأخبار ، ص 114 رقم 199 ؛ مجمع البيان ، ج 1 ، ص 16 ؛ الجامع الصغير ، ج 2 ، ص 246 رقم 6183 . [4] الرعاية في علم الدراية ، ص 79 و 138 ؛ انظر معجم رجال الحديث ، ج 1 ، ص 66 وص 67 . [5] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، ح 11 . [6] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 10 .