تارةً على التكرير والترديد وأخرى على الصوت ورَفْعِه [1] ، ويمكن اعتبار كلا المعنيين في رواية أبي بصير وما شاكلها وكذلك يمكن حمل الصوت الحسن على ما يقابل الصوت الخشن كما يشعر به رواية ابن سَنان [2] فإنّ كثيراً من امّة الإجابة لا جمال لهم ولا حافظة ولا صوت حسن إلَّا بهذا المعنى ، وهذا لا يستلزم كونه على حدّ الغناء ؛ وكونه خلاف الظاهر يضرُّ لِقوّةِ المعارض الداعية إلى التأويل سنداً ودلالةً ولا سيّما إذا كان ما يقابله مصادِماً لإجماع الطائفة . وقال السيّد علي بن أحمد المدني قدّس الله سرّه [3] في شرحه على الصحيفة الكاملة : المراد بتحسين الصوت وترجيعه والتغنّي به في القرآن ، هو تجويد اللفظ وتقويم الحروف وحُسْن الأداء وتلطيف النُطق بالحرف على حال صيغته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسُّف ولا إفراط ولا تكلَّف ولا تمطيط له كما يفعله أهل الفِسق وأرباب الألحان الموسيقيّة فإنّ ذلك حرام يفسُق به القارئ ويأثم به المستمع بإجماع المحقّقين من الفريقين . . . ومن ظنَّ أو اعتقد غيره فَليتَّهِم فهمه . [4] وقال خاتمة القُراء شمس الدين الجرزي : « جرت سنّة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن متجوّداً مصحّحاً ، أن تلتذّ الأسماع
[1] لم نعثر عليه في العين . [2] عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لم يُعطَ امّتي أقلَّ من ثلاثٍ : الجمالِ والصَوتِ الحسنِ والحِفظ » . الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 7 . [3] هو السيّد صدر الدين علي بن أحمد الدشتكي الشيرازي المعروف بالمدني المتوفى في 1120 ق . [4] رياض السالكين ، ج 5 ، ص 404 .