من بعد أبي إبراهيم عليه السلام » . [1] وقال محمّد بن مسعود : سمعت علي بن الحسن يقول : إنّ ابن أبي حمزة كذّاب ملعون قد رويت عنه أحاديثُ كثيرة إلَّا أنّي لا أستحلُّ أن أروي عنه حديثاً واحداً . [2] فروايته هذه في أقوى مراتب الضعف ، فالقول بأنّها لا تخلو عن قوّة لا يخلو عن ضعفٍ وغرابةٍ . [ و ] عجيب صدور مثله عن مثل صاحب الكفاية [3] ولعلّ نظره في هذا الوقت إلى ما قاله الشيخ في العدّة من : أنّ الراوي إذا كان مُتَجرّحاً في روايته موثوقاً به في أمانته وإن كان مخطئاً في أصل الاعتقاد ، عُمِل بما رواه ، إذا لم يكن هناك ما يخالفه ولا يعرف من الطائفة العملُ بخلافه قال : ولأجل ما قلناه عَملت الطائفة بأخبار الفطحيّة مثل عبد الله بن بُكير وغيره ، وأخبار الواقفة مثل سماعة بن مهران وعلي بن أبي حمزة وعثمان بن عثمان ومن بعد هؤلاء بما رواه بنو فضّال وبنو سماعة والطاطريّون وغيرهم فيما إذا لم يكن عندهم خلافه . [4] وفيه أوّلًا ، إنّ روايته هذه ، مخالفة لعمل الطائفة ، وإجماعهم ورواياتهم الصحيحة كما ستعرف ، فلا يتحقّق ما شَرَطه الشيخ في جواز العمل بها .
[1] مجمع الرجال ، ج 4 ، ص 157 . [2] مجمع الرجال ، ج 4 ، ص 154 . [3] كفاية الأحكام ، ص 86 ؛ وكلام المحقّق السبزواري مطبوع في هذه المجموعة ، القسم الثاني . [4] عدّة الأصول ، ج 1 ، ص 381 .