إسم الكتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) ( عدد الصفحات : 884)
وتؤيّده أيضاً رواية أبي بصير في الصحيح قال قال أبو عبد الله عليه السلام : « أجر المغنّية التي تزِّف العرائس ليس به بأس ليست بالتي يدخل عليها الرجال » [1] إذ فيه دلالة على أنّ منشأ المنع دخول الرجال عليها ، ففيه إشعار بأنّ منشأ المنع في الغناء بعض الأمور المحرّمة المقترِنة به كالالتهاء وغيره . وروى أبو بصير أيضاً ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن كسب المغنّيات . فقال : « التي يدخل عليها الرجال حرام والتي يُدعى إلى العرائس ليس به بأس » . [2] وتؤيّده أيضاً رواية عبد الله بن سِنان المذكورة ؛ فإنّ في صدر الخبر الأمرَ بقراءة القرآن بألحان العرب ثمّ المنع من القِراءة بِلُحون أهل الفسق ، ثمّ ذمّ من يُرجِّع فيها ترجيع الغِناء . [3] ويؤيّده أيضاً قوله في رواية أبي بصير : « إنّ الله عزّ وجلّ يحبُّ الصوت الحَسَن يرجَّع فيه ترجيعاً » . [4] ويؤيّده أيضاً ما يدلّ على مدح الصوت الحسن من غير تقييد . وفي عدّةٍ من الأخبار الدالَّة على منع الغناء إشعار بكَونه لهواً باطلًا وصدقُ ذلك في القرآن والدَعَوات والأذكار المقروّة بالأصوات الطيّبة المذكِّرة للآخرة ، المهيّجة للأشواق إلى العالَم الأعلى محلّ تأمّلٍ . على أنّ التعارض وقع بين أخبار الغناء والأخبار الكثيرة
[1] الفقيه ، ج 3 ، ص 161 ، باب المعايش والمكاسب والفوائد والصناعات ، ح 3589 . [2] الكافي ، ج 5 ، ص 119 ، باب كسب المغنّية وشِرائها ، ح 1 ؛ التهذيب ، ج 6 ، ص 358 ، ح 1024 . [3] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 3 . [4] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 13 .