جئنا نريد الدخول عليه ، فلمّا صرنا في الدهليز سمعنا قراءةً سريانيّة بصَوتٍ حَسَنٍ يقرأ ويبكي حتّى بكى بعضُنا . [1] وعن موسى النميري قال : جئت إلى باب أبي جعفرٍ عليه السلام لأستأذن عليه ، فسمعنا صوتاً حزيناً يقرا بالعبرانية ، فَبَكينا حيث سَمِعنا الصوت وظننّا أنّه بَعث إلى رجلٍ من أهل الكتاب يستقرئه ُ فأذِن لنا ، فدخلنا عليه فلم نَرَ عنده أحداً ؛ فقلنا : أصلحك الله سمعنا صوتاً بالعبرانيّة فظننّا أنّك بعثت إلى رجلٍ من أهل الكتاب تستقرئه ُ ، قال : « لا ، ولكن ذكرتُ مناجاة إيليا لِرَبِّه فبكيتُ » [2] الحديث . وفي الفقيه سأل رجل علي بن الحسين عليهما السلام عن شِراء جاريةٍ لها صوت ، فقال : ما عليك لو اشتريتها فَذَكرتك الجنّة يعني بقراءة القرآن والزهد والفضائل التي ليست بغناء فأمّا الغناء فمحظور . [3] وفي رواية عبد الله بن سِنان : « اقرؤوا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإيّاكم ولُحونَ أهل الفسق وأهل الكبائر وسيجئ من بعدي أقوام يرجِّعون القرآن ترجيعَ الغِناء والرهبانيّة والنَوح لا تجوز تراقيهم ، قلوبُهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنُهم » . [4] وفي بعض الروايات في ذكر أشراط الساعة : « ويتغنّون بالقرآن » [5] وارتكاب التأويل في هذه الأخبار ما عدا الأخير بحيث يجتمع
[1] البحار ، ج 26 ، ص 180 ، كتاب الإمامة الباب 13 ، ح 1 ؛ نقلًا عن الاختصاص ، ص 291 و 292 ؛ بصائر الدرجات ، ص 99 . [2] البحار ، ج 13 ، ص 400 ، كتاب النبوّة ، الباب 16 ، ح 7 نقلًا عن بصائر الدرجات . [3] الفقيه ، ج 4 ، ص 60 ، باب حدّ شرب الخمر وما جاء في الغناء والملاهي ، ح 5097 . [4] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 3 . [5] تفسير القمي ، ج 2 ، ص 306 ، في ذيل آية 18 من سورة ( 47 ) .