التلبيس وفشوّ الخدعة وكثرة النفاق وغلبة المكيدة . وقد روى الكليني عن محمّد بن هارون الجلاب قال سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول : « إذا كان الجور أغلب من الحقّ لم يحلّ لأحد أن يظنّ بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه » [1] . ولعلّ المقصد أن لا يأتمنه في أمر دينه ودنياه حتى يجرّ به ويختبره . والتشديد على ترك متابعة علماء السوء وتقليدهم والأخذ بقولهم كثير . ومن هذا الباب ما روى الطبرسي في كتاب الاحتجاج بإسناد ذكره عن أبي محمّد العسكري عليه السّلام في جملة حديث طويل ، قال رجل للصادق عليه السّلام : فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود ولا يعرفون الكتاب إلَّا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمّهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوامّ اليهود إلَّا كعوامنا فقال عليه السّلام : بين عوامّنا وعلمائنا وبين عوامّ اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة ؛ أمّا من حيث استووا فإنّ اللَّه سبحانه قد ذمّ عوامّنا بتقليدهم علماءهم كما ذمّ عوامّهم ، وأمّا من حيث افترقوا فلا - قال : بيّن لي يا بن رسول اللَّه قال عليه السّلام - : إنّ عوامّ اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح وبأكل الحرام والرشاء وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات وعرفوهم بالتعصّب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنّهم إذا تعصّبوا أزالوا حقوق من تعصّبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصّبوا له من أموال غيرهم وظلموهم من أجلهم وعرفوهم يقارفون المحرّمات واضطرّوا بمعارف قلوبهم إلى أنّ
[1] الكافي ، ج 5 ، ص 298 ، ح 2 ؛ البحار ، ج 75 ، ص 321 ، باب مواعظ أبي الحسن موسى عليه السّلام ، ح 16 وج 10 ، ص 246 ؛ تحف العقول ، ص 408 .