responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 526


التغنّي بالكلمات الملهية لأنّ الصوت من حيث إنّه صوت لا يسمّى حديثا ، إذ الحديث هو الكلام الخبري ، فكلّ صوت مطرب مشتمل على لهو الحديث فهو غناء حينئذ ، وأمّا الأصوات المطربة المشتملة على كلمات حقّة فليست بغناء ، أو لا يرى أنّ نغمات الأوتار لا يسمّى لهو الحديث وقول الزور ؟ وأنّ الأحاديث الواردة في ذمّ استماعها لا يعلَّل بهما ، وهل يمكن أن تتّصف الكلمات الحقّة من القرآن والأحاديث بسبب الترجيع ، بلهو الحديث وقول الزور ؟ وأيّ عقل يجوّز أن يصير القرآن الذي هو أصدق حديثا بسببه قولا زورا وكذبا صراحا وأن تنقلب الآيات القرآنية الإنشائيّة بتطريب الصوت المترجّع إلى الحقيقة الخبريّة وصارت أحاديث ملهية وأقوالا كاذبة ؟ أعاذنا اللَّه وإيّاهم من سوء الفهم وقلَّة التدبّر فإنّه بئس القرين .
فظهر حقّ الظهور ، ممّا ذكرنا وقرّرنا مرارا ، أنّ مرادهم عليهم السّلام من الغناء الذي نهوا عنه هو الأصوات الملهية التي يتصوّت بها الفسّاق ، ولمّا كانت هذه في ضمن الكلمات الملهية - كما هو شائع في زماننا هذا ، إذ لا تخلو الأزمنة عنهم وعن مقتضى طباعهم - عبّروا عليهم السّلام عنه بلهو الحديث وقول الزور ، بل يمكن أن يستدلّ بهذه الأحاديث على أنّ المراد بالغناء المذموم الأصوات المطربة في ضمن الكلمات الملهية ، كما ذهب إليه بعض الأفاضل .
والعجب كلّ العجب من أقوام ينتحلون فهم الأحاديث لأنفسهم ويدّعون صرف أعمارهم في تتبّعها كيف غفلوا عن هذه التصريحات وحكموا بحرمة مطلق السماع وكيف اجترؤوا على مخالفة النصوص الصراح ؟ نعم * ( مَنْ لَمْ يَجْعَلِ الله لَه نُوراً فَما لَه مِنْ نُورٍ ) * . [1]



[1] النور ( 24 ) : 40 .

526

نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست