responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 515


الإفراط لتوغَّلهم في تحصيلها وشدّة حرصهم على استماع أصواتها ، وتابعهم الرعايا في سلوكهم ، والناس على دين ملوكهم ، * ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقَلِيلٌ ما هُمْ ) * [1] وبلغت قيمتهنّ ثلاثة آلاف دينار وأكثر ، كما تشهد به التواريخ ، [2] وصارت في التغنّي بالملهيات بعضها إلى حدّ لم يبلغ إلى ذلك الحدّ مهرة الرجال في هذا الفنّ ، كما روي عن إسماعيل بن الجامع - وهو من فحول أرباب التغنّي بالملهيات من التراكيب المعروفة في زماننا هذا ، بالتصانيف ، وكان أستاذا ماهرا في ضرب آلات اللهو جميعا ، وكان له اختراعات وتصنيفات ، كلّ واحدة منها في ضمن خصوص بعض الأشعار دون الآخر - أنّه لمّا قدر عليه رزقه ارتحل من مكَّة قاصدا حضرة الرشيد في بغداد ، فلمّا ورد المدينة استمع من جارية مارّة قدّامه صوتا لم يسمع مثله قطَّ ، فالتمس منها التعلَّم فأبت ، فأعطاها ثلاثة دراهم وتعلَّم منها . فلمّا ورد بغداد وأدرك حضرة الرشيد وتغنّى بما تعلَّم منها أعطاه ألف دينار والتمس منه الإعادة ، فلمّا تغنّى به ثانيا أعطاه أيضا ألف دينار ، ثمّ قال له : « تغنّ بما أحسنت » ، فتغنّى طول الليل بالتركيبات والأصوات المخترعة له ولغيره ، فلم يعطه شيئا ! فقال له الرشيد آخر الليل : « قد أتعبت كثيرا فإن لم يكن عليك شاقّا تغنّ بالصوت الأوّل » ، فتغنّى به فأعطاه أيضا ألف دينار . [3] وكذا نقل عن صدقة المكنّى بأبي مسكين أنّه تعلَّم من جارية سوداء بالمدينة صوتا بأربعة دوانق من فضّة ، فلمّا تغنّى به عند الرشيد ابتهج غاية الابتهاج وأعطاه خمسة آلاف دينار . وأمثال هذه الأخبار أكثر من أن تحصى .



[1] ص ( 38 ) : 24 .
[2] الأغاني ، ج 6 ، ص 318 ؛ التاج في أخلاق الملوك ، ص 68 - 94 ؛ قصص العرب ، ج 1 ، ص 24 - 39 ؛ ج 4 ، ص 10 - 240 ؛ مروج الذهب ، ج 4 ، ص 42 - 44 وص 55 - 59 وص 133 - 139 ؛ العقد الفريد ، ج 6 ، ص 3 - 82 .
[3] الأغاني ، ج 6 ، ص 326 - 333 .

515

نام کتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) نویسنده : مركز تحقيق مدرسة ولي العصر ( عج )    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست