لغوية الخاصّة كالخليل وابن السكَّيت وابن دريد وابن خالويه وغيرهم . نعم إذا ظهر من بعضهم تفسير لفظ ومن بعضهم ما يخالفه بحيث لا يجتمع معه يحصل الشكّ وحينئذ يحتاج إلى بعض أنواع الترجيحات المقرّرة والتعويل على الأمارات المرجّحة وما نحن فيه ليس من هذا القبيل كما لا يخفى على المتصفّح ، على أنّ المستند هاهنا ليس مجرّد قول أهل اللغة بل هو مضاف إلى سائر ما مرَّ ذكره ولو فرضنا أنّ بعضها لا يفيد الظنّ ؛ فإنكار إفادة الجميع للظن بعد حسن المراجعة وجودة التدبّر تعسّف وعدول عن الإنصاف في ما أفهم . واللَّه تعالى يعلم . فإن قلت : العرب في هذا الزمان لا يسمّون مثل هذه الأشياء المبحوث عنها غناء في بلادهم وأقطارهم عند محاوراتهم . قلت : كلَّا بل الذي سمعته عمّن له قدر تمييز منهم أنّ الكلّ غناء وكذلك فهمت من محاوراتهم واطلاقاتهم في بلادهم مع أنّ استعمالات العرب في هذا الزمان مشتملة على التحريف والتوليد الكثير ولا تصلح للحجّية مطلقا فضلا عن أن يكون مخالفا لما ثبت من السابقين . وبما ذكرناه يظهر سقوط التعليلات الأربعة المذكورة طرّا ثمّ بعد التنزّل عن إثبات كون هذه الأفراد غناء يمكن أن يقال : إنّه قد ثبت بالأخبار المذكورة أنّ المراد بقول الزور الغناء وقد ورد الأمر باجتناب قول الزور في الآية وهو للايجاب كما هو ظاهر الأمر ، فكلّ مكلَّف مأمور بالاجتناب عن طبيعة الغناء الواقعيّة لأنّ