إلى ما مرَّ ذكره ، قال ابن الأثير في تفسير اللحن : « وهو التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشعر والغناء » . [1] فجمع بين أربعة في تفسيره عاطفا بعضها على بعض وقال في القاموس : « لحّن في قراءته : طرّب فيها » [2] ، فاكتفى بالتطريب . وفي الصحاح : « لحن في قراءته : إذا طرّب بها وغرّد » [3] . فزاد التغريد ، مع أنّه فسّر التغريد بالتطريب في الصوت والغناء [4] ، وفسّره في القاموس والمجمل [5] بالتطريب في الصوت كما مرَّ . وقال المطرّزي في المغرّب : « لحّن في قراءته تلحينا طرّب فيها وترنّم » [6] فزاد الترنّم . وقال الجوهري : « ترنّم : إذا رجّع صوته والترنيم مثله » . [7] ونحوه في المجمل [8] وشمس العلوم [9] . وفي القاموس : « الرنم : المغنّيات المجيدات وبالتحريك : الصوت ، والترنيم تطريبه » [10] . ففسّر الرنم بالمغنّيات والترنيم بالتطريب ، وفي النهاية ذكر رواية تتضمّن الترنّم بالقرآن فقال : « الترنّم ، التطريب والتغنّي وتحسين الصوت بالتلاوة » . [11] فجمع بين الثلاثة في تفسير الترنّم . ومن العامّة من فسّر التغنّي بتحسين الصوت [12] وهو مبنيّ على أنّ الغالب اجتماع الإطراب والتحسين .
[1] النهاية ، ج 4 ، ص 242 ، « لحن » . [2] القاموس ، ص 1587 ، « لحن » . [3] الصحاح ، ص 2193 ، « لحن » . [4] الصحاح ، ص 516 ، « غرد » . [5] مجمل اللغة ، ج 3 ص 695 ، « غرد » . [6] المغرّب ، ص 442 ، « لحن » . [7] الصحاح ، ص 1938 ، « رنم » . [8] مجمل اللغة ، ج 2 ، ص 401 ، « رنم » . [9] شمس العلوم ، ج 2 ، ص 280 ، باب الراء والنون وما بعدها . [10] القاموس ، ص 1441 ، « رنم » . [11] النهاية ، ج 2 ، ص 271 ، « رنم » . [12] النهاية ، ج 3 ، ص 391 ، « غني » : قال الشافعي : « معناه [ أي الغناء ] تحسين القراءة وترقيقها » .