أن يطرّب ويغنّي » . [1] ومن العامّة من فسّر التغنّي بتغريد الصوت على ما نقله الطيبي في شرح المصابيح ؛ و « التغريد : التطريب في الصوت » قاله في القاموس [2] والمجمل [3] . وفي الصحاح : « التغريد : التطريب في الصوت والغناء » . [4] وبعض أهل اللغة لم يعتبر في الغناء الإطراب . قال ابن الأثير - في النهاية في تفسير الحديث الذي نقله العامّة عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ؛ إنّه قال : « من لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا » بعد نقله عن الشافعي أنّ المراد به الغناء - : « وكلّ من رفع صوتا ووالاه فهو عند العرب غناء » ؛ ثمّ نقل عن ابن الأعرابي أيضا ما يدلّ على أنّه فسّر الحديث بالغناء » ثمّ قال : « وأوّل من قرأ بالألحان عبيد اللَّه بن أبي بكرة ، فورثه عنه عبيد اللَّه بن عمر ولذلك يقال : قراءة العمريّ ؛ وأخذ ذلك عنه سعيد العلَّاف الإباضيّ » [5] انتهى . وقال الجوهري : « شددت إذا أنشدت بيتا أو بيتين تمدّ به صوتك كالغناء » . [6] وذكر أبو عبيد القاسم بن سلَّام في تفسير الحديث المذكور : أنّ المراد من لم يستغن بالقرآن - وذكر بعض الشواهد عليه ثمّ قال أبو عبيد : - « ولو كان معناه الترجيع لعظمت المحنة علينا بذلك ؛ إذ كان من لم يرجّع بالقرآن ليس منه عليه السّلام » [7] .
[1] أساس البلاغة ، ص 277 ، « طرب » . [2] في القاموس ، ص 140 ، « طرب » : « وغرّد تغريدا وأغرد وتغرّد : رفع صوته ، وطرّب به » . [3] مجمل اللغة ، ج 3 ، ص 695 ، « غرد » : « غرّد الطائر ، إذا طرّب في صوته » . [4] الصحاح ، ص 516 ، « غرد » . [5] النهاية ، ج 3 ، ص 390 - 391 ، « غني » . [6] لم نجده في الصحاح . [7] أمالي السيّد المرتضى ، ج 1 ، ص 24 .