القراءة ، ومنه ترجيع الأذان . [1] وقال مؤلَّف شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم : « الترجيع : ترديد الصوت في الحلق مثل ترجيع أهل الألحان في القراءة والغناء » [2] . وفيه أيضا : « طرّب في صوته إذا مدّه وطرّب في القراءة والأذان كذلك » . ولعلّ وصفي الترجيع والإطراب متلازمان غالبا ولهذا ترى الفقهاء تارة يعتبرون القيدين في تعريف الغناء كما مرَّ ، وتارة يكتفون في الحكم بالتحريم بالإطراب ، قال ابن إدريس في السرائر : « فأمّا المحظور على كلّ حال فهو كلّ محرّم - إلى أن قال : - وجميع ما يطرب من الأصوات والأغاني » [3] . وتارة يكتفون بالترجيع ، قال العلَّامة في القواعد : والغناء حرام يفسق فاعله ، وهو ترجيع الصوت ومدّه ، وكذا يفسق سامعه قصدا سواء كان في قرآن أو شعر ويجوز الحداء . [4] ولعلّ في كلام الشيخ عليّ السالف [5] إشعارا بما ذكرنا كما لا يخفى على المتدبّر ، وبعض أهل اللغة اعتبر فيه مجرّد الإطراب ، قال في القاموس : « الغناء ككساء من الصوت ما طرّب به » [6] وقال فيه أيضا : « التطريب : الإطراب كالتطرّب والتغنّي » [7] ، وبه يشعر كلام الزمخشري حيث قال : « استطربت فلانا أي سألته
[1] النهاية ، ج 2 ، ص 202 ، « رجع » . [2] شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ، ج 2 ، ص 220 ، باب الراء والجيم وما بعدهما . [3] السرائر ، ج 2 ، ص 214 - 215 . [4] القواعد ، ج 2 ، ص 236 . [5] جامع المقاصد ، ج 4 ، ص 23 . [6] القاموس ، ص 1701 ، « غني » . [7] القاموس ، ص 140 ، « طرب » .