النون ، وعن يحيى بن معاذ والمحاسبي ما يشعر به ، وعن ابن مجاهد أنّه لا تجاب دعوة لا يكون فيه ، وبالجملة نقلوه عن جماعة أخرى من أمثالهم ؛ [1] ومنها : التعويل على الأقيسة وقد ذكره الغزّالي وملخّصه « أنّ الغناء صوت طيّب موزون مفهّم محرّك للقلب » ومراده بالموزون على ما ذكره : ما كان فيه تناسب بحسب المبدأ والمقطع قال : وليس تحريمه باعتبار كونه طيّبا ، بالعقل وبالنقل ، ولا باعتبار كونه موزونا لتحقّق هذا المعنى في أصوات الطيور فصوت العنادل والقماري وذوات السجع من الطيور مع طيبها موزون وليس بحرام وكذا وصف التفهيم وتحريك القلب ليس بحرام فلا يكون المجموع حراما ؛ إذ لم يعرض للمجموع وصف يقتضي ذلك . [2] ومنها : الاعتماد على المنامات الموضوعة والأكاذيب الباطلة وحكاية إباحته والترغيب فيه عن الخضر وأمثال ذلك من الأكاذيب التي لا يليق بالعقل الاشتغال بها ، وإنّما قصدوا ترويج ذلك في نفوس عوامّ الناس وضعفاء العقول ومن يحذو حذوهم ؛ فإنّ الركون إلى أمثال هذه الأكاذيب مرتكز في نفوس الجهّال والأراذل وأخفّاء الأحلام ، وقد ذكر جماعة من العامّة أمثال ذلك في كتبهم [3] ، وبالجملة بطلان هذه الحجج عندنا ظاهر لا يحتاج إلى البيان . ولكن ينبغي التنبيه على أمور : الأوّل [ تعريف الغناء ]
[1] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 293 . [2] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 294 - 296 . [3] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 293 .