ونقل عن بعض السلف النهي عن تقديم القرآن [1] ، وذكر في تفسير رواية التقديم أنّ معناه زيّنوا أصواتكم بالقرآن قال : هكذا فسّره غير واحد من أئمّة الحديث وزعموا أنّه من باب المقلوب وذكر بعض الشواهد عليه [2] ؛ وقال ابن الأثير في النهاية بعد نقل الرواية المذكورة : قيل : هو من المقلوب أي زيّنوا أصواتكم بالقرآن . والمعنى : الهجوا بقراءته وتزيّنوا به ، وليس ذلك على تطريب القول والتحزين كقوله : « ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن » أي يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطَّرب . هكذا قال الهروي والخطَّابي ومن تقدّمهما [3] . انتهى . وقد قيل في تفسير الخبر وجوه أخرى [4] لا فائدة في إيرادها ، وبالجملة لا تصلح هذه الأشياء لمعارضة الأخبار المستفيضة بل المتواترة مع اعتضادها بإجماع الطائفة وعمل الأصحاب في كلّ عصر . [ في احتجاج من أباح الغناء ] احتجّ من أباح الغناء من العامّة بوجوه ضعيفة : منها : قصّة عائشة المشهورة عندهم ونحو منها من الأخبار . ومنها : حكاية فعله عن جماعة لا حجّية في فعلهم كعبد اللَّه بن جعفر وابن الزبير ومعاوية والمغيرة بن شعبة واشتهاره بين أهل الحجاز وأهل المدينة كأبي مروان القاضي وعطاء ونقلوه عن الجنيد وسري السقطي وذي
[1] أي تقديم لفظ « القرآن » في الرواية على « أصواتكم » . [2] النهاية ، ج 2 ، ص 325 ، « زين » . [3] النهاية ، ج 2 ، ص 326 ، « زين » . [4] النهاية ، ج 2 ، ص 326 ، « زين » .