وسائر ما ينسب إليه » . [1] وعن الثالث أيضا مثله ، وهذه الرواية ضعيفة السند لمكان الإرسال وسهل بن زياد في الطريق ، لكن روى ابن إدريس رحمه اللَّه في آخر السرائر قريبا منه عن بعض كتب المتقدّمين بإسناد صحيح . [2] والجواب ما مرَّ . وعن الرابع بعد الإغماض عن طريقها وكونها مرسلة أنّه يجوز أن يكون المراد بقوله : « لها صوت » أنّ لها صوتا يمكنها قراءة القرآن وغيرها ممّا يذكَّر الآخرة ، لا اقتدارها على الغناء ، وعلى هذا حملها ابن بابويه . ويجوز أن تكون محمولة على التقيّة ؛ لأنّ تظاهر ملوك بني أميّة وبني العبّاس لعنهم اللَّه باستماع الأغاني والألحان واتّخاذ الجواري القيان ممّا لا يكاد يخفى على أحد . وهو الجواب عن الخامس مع أنّه ضعيف السند جدّا . وعن السادس أنّه لا دلالة في الرواية على خلاف المدّعى ، إذ يجوز أن يكون المراد : اقرؤوا القرآن متلبّسا بالحزن بأن تكونوا محزونين في حال قراءته . وأمّا ما رواه سعد بن أبي وقّاص عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنّه قال : « من لم يتغنّ بالقرآن فليس منّي » فرواية عامّية لا تصلح للاحتجاج مع أنّ العامّة ذكروا في تفسيرها وجوها متعدّدة غير الحمل على الغناء ، وحملها على معنى الغناء لا يخلو عن بعد كما سيجيء في كلام أبي عبيد . وأمّا ما روي عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « زيّنوا القرآن بأصواتكم » فمن طريق العامّة لا يصلح للاحتجاج ، مع أنّه ذكر الخطَّابي - وهو المقدّم المعتبر جدّا عند العامّة - : أنّ الصحيح في الرواية « زيّنوا أصواتكم بالقرآن » .
[1] مجمع الرجال ج 5 ، ص 187 . [2] السرائر ، ج 3 ، ص 604 ؛ المستطرفات ، ما استطرفه من كتاب نوادر المصنّف . واسناد الرواية هكذا : « العباس ، عن حمّاد بن عيسى ، عن معاوية بن عمّار قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام » .