من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه . قلت : ولم يكن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يصلَّي بالناس ويرفع صوته بالقرآن ؟ فقال : إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان يحمّل الناس من خلفه ما يطيقون . [1] وعن رجل عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : كان عليّ بن الحسين صلوات اللَّه وسلامه عليهما أحسن الناس صوتا بالقرآن وكان السقّاؤون يقفون ببابه يسمعون قراءته . [2] وأيضا روى ابن بابويه أنّه سأل رجل عليّ بن الحسين عليهما السّلام عن شراء جارية لها صوت فقال : « ما عليك لو اشتريتها فذكَّرتك الجنّة » . [3] وأيضا ورد في بعض الروايات : « رجّع بالقرآن صوتك ؛ فإنّ اللَّه عزّ وجلّ يحبّ الصوت الحسن يرجّع فيه ترجيعا » . [4] وأيضا ورد في بعض الروايات عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : « إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن » . [5] والجواب عن الأوّل بعد الإغماض عن ثبوته - فإنّي لم أجده إلَّا بأسانيد ضعيفة - أنّ الصوت الحسن أعمّ من الغناء ؛ إذ الحسن في الصوت له جهات
[1] الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 4 . [2] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 11 . [3] الفقيه ، ج 4 ، ص 60 ، ح 5097 . وفي هامش بعض النسخ : « هذه الرواية مع إرسالها ليس فيها إلَّا لفظ « صوت » والصوت لا يلازم الغناء جدّا مع أنّ نفس الغناء ليست مذكّرة للجنّة بل هي ملهية منسية عنه جدّا » . [4] الكافي ، ج 2 ، ص 616 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 13 . [5] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 2 .