وروى ابن بابويه في [ كتاب ] من لا يحضره الفقيه مرسلا عن الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن قول اللَّه سبحانه * ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) * [1] قال : « الرجس من الأوثان : الشطرنج ، وقول الزور : الغناء » . [2] وروى في كتاب عيون أخبار الرضا عليه السّلام عن محمّد بن أبي عباد وكان مشتهرا بالسماع وبشرب النبيذ قال : سألت الرضا عليه السّلام عن السماع فقال : « لأهل الحجاز رأي فيه وهو في حيّز الباطل واللهو أما سمعت اللَّه عزّ وجلّ يقول : * ( وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) * . [3] بيان : قوله عليه السّلام : « لأهل الحجاز رأي فيه » إنّ أهل الحجاز كان عادتهم التغنّي في أيّام التشريق . قال أبو طالب المكَّي من العامّة في كتاب قوت القلوب في سياق الاحتجاج على إباحة الغناء : ولم يزل الحجازيّون عندنا بمكَّة يسمعون السماع في أفضل الأيّام في السنة وهي الأيّام المعدودات الَّتي أمر اللَّه سبحانه عباده فيها بذكره وكان لعطاء جاريتان تلحّنان فكان إخوانه يستمعون إليهما ، قال : ولم يزل أهل المدينة مواظبين كأهل مكَّة على السماع إلى زماننا هذا فإنّا أدركنا أبا مروان القاضي و
[1] الحجّ ( 22 ) : 30 . [2] الفقيه ، ج 4 ، 58 ، باب حدّ شرب الخمر وما جاء في الغناء والملاهي ، ح 5093 . [3] عيون أخبار الرضا ، ج 2 ، ص 128 ، ذيل الباب 135 « ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون » ح 5 والآية من سورة الفرقان ( 25 ) : 72 .