تقدّم . قلت : هذا يحتمل وجوها : أحدها : أن يكون الصوفي هناك نسبة إلى بيع الصوف أو حياكته أو نحو ذلك ؛ لأنّ أكثر الرواة و العلماء كانت لهم صناعات و تجارات ينتسبون إليها كالطاطري و الشعيري و الطيالسي و القلانسي و الصيرفي و غيرهم ، و فيه ردّ على الصوفية ؛ فإنّهم يمنعون من طلب الرزق . و ثانيها : أن يكون نسبة إلى لبس الصوف ، و لا يلزم كون اعتقادهم موافقا لاعتقاد الصوفية ؛ إذ ذاك غير معهود في الشيعة أصلا ، كما قلناه ، و لذلك لا ترى منهم أحدا مذكورا في كتب رجال الشيعة . و ثالثها : أن يكون نسبة إلى قبيلة ، فقد قال صاحب الصحاح : صوفة : أبو حيّ من مضر ، و هو الغوث بن مرَّ بن أدّ بن طابخة بن إلياس بن مضر ، كانوا يخدمون الكعبة في الجاهلية ، و يجيزون الحاجّ ، أي يفيضون بهم ، و كان يقال في الحجّ : « أجيزي صوفة » . و منه قول الشاعر : « حتّى يقال : أجيزوا آل صوفانا » . [1] انتهى . و نحوه في القاموس . [2] و رابعها : أن يكون المذكورون صوفية بالمعنى المصطلح عليه المشهور الآن ، و يكونوا من العامّة ؛ إذ هؤلاء غير معروفين بتشيّع و لا تعديل ، و كثيرا ما [3] يروى عن [ ال ] مخالفين في مثل تلك المواضع ؛ لأنّ الغرض الاحتجاج عليهم ، و لأنّ أكثرها مشتمل على أحكام معلومة لا يحتاج إلى نصّ كفضائل الأئمّة عليهم السّلام و نحو
[1] الصحاح ، ص 1389 ، « صوف » و انظر تاج العروس ، ج 24 ، ص 40 ، « صوف » . [2] القاموس ، ص 1071 ، « صوف » . [3] في المخطوطة : « و كثيرا ممّا » .