يدلّ على المطلب بالأولوية ، و يؤيّد ما ذكرناه سابقا . و ما ذكره الغزّالي من احتمال التوبة باطل : أمّا أوّلا ، فلأنّ توبة المرتدّ الفطري لا تقبل . [ و هذا الوجه ] [1] إلزامي للغزّالي ؛ لتصريحه بصحّة إسلامه ، فيلزمه صحّة إسلام أبيه . و أمّا ثانيا ، فلما قلنا من أنّ الإسلام لم يحصل ، و يحتاج الغزّالي إلى إثباته ، و دونه خرط القتاد . [2] و أمّا ثالثا ، فلأنّ من شرائط التوبة ردّ الحقوق إلى أهلها ، و تراهم عند موتهم يوصون بالخلافة لأولادهم أو بعض أقاربهم . و أمّا رابعا ، فلأنّ موجب اللعن محقّق ، و ذلك كاف [3] . و ما ذكره الغزّالي يفضي إلى سدّ باب اللعن بالكلَّية حتّى الكافر ، مع أنّ الكتاب و السنّة مشحونان به . و قد ذكر الغزّالي أنّه ترك التدريس و انقطع عشر سنين و لازم الخلوة في آخر عمره ، فانكشف له بطلان مذهب الإمامية . و صنّف كتابا مسمّاه المنقذ من الضلال يتضمّن الردّ على من يدّعي العصمة و إبطال قولهم ، و سمّاهم أهل التعليم [4] ، و ضرب لهم مثلا بمن تلوّث بجميع النجاسات ، ثمّ طلب ماء ليتطهّر به منها ، فلمّا انتهى إلى ذلك الماء لم يجده ماء ، فبقي متلوّثا بجميع النجاسات [5] ، و قال : « لو جاء إلينا رافضيّ و ادّعى أنّ له عند أحد دما لقلنا له : دمك هدر حتّى يخرج إمامك و يستوفيه » . و قد صرّح في المنقذ بأنّه كان يستفيد من الأنبياء و الملائكة
[1] هاهنا بياض في المخطوطة بقدر كلمتين ، و احتملنا أنّه كان في الأصل : « و هذا الوجه » و نحوه . [2] مثل معروف ، انظر شرحه في تاج العروس ، ج 7 ، ص 5 ، « قتد » . [3] في المخطوطة : « كان » . [4] انظر المنقذ من الضلال ، ص 57 - 67 ، 91 . [5] المنقذ من الضلال ، ص 66 .