إسم الكتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) ( عدد الصفحات : 884)
مع مشاهدتهم كلّ ما يريد على وجه القطع . [1] نعم ينسب إليه كتاب يسمّى سرّ العالمين [2] فيه مقالة يظهر منها ميله إلى الحقّ أو نطقه به [3] ؛ ليكون حجّة عليه . فإن كان سابقا فقد ضلّ بعدها عن الحقّ ، مع أنّه صنّف المنقذ في آخر عمره ، و صرّح فيه بما صرّح من بطلان مذهب الإمامية . و إن كانت المقالة متأخّرة فجميع مصنّفاته السابقة باطلة كيف يجوز العمل بها ؟ مع أنّ بعض العلماء أنكروا المقالة و ذكروا أنّها ملحقة بالكتاب و ليست منه . و على تقدير كونها منه فما الفرق بينها و بين قول أبي بكر : « لست بخيركم و عليّ فيكم » [4] ، و قول عمر : « كانت بيعة أبي بكر فلتة » [5] ، و غير ذلك من إقرارهما بمثل ما أقرّ به الغزّالي في تلك المقالة لو سلَّم كونها منه . أ ليس يلزم تشيّعهما و كون قولهما حجّة ، كما أنّ قول الغزّالي وحده حجّة عند هؤلاء الضعفاء ، حتّى أنّهم يقبلون قوله و قول أمثاله من المخالفين لأهل البيت عليهم السّلام و إن كان صريحا في مخالفتهم و مخالفة شيعتهم . فصار عندهم الغناء و الرقص و الصفق و نحوها عبادة ، بل أعظم العبادات . و ما ذاك إلَّا لأنّه من قاعدة الصوفية من العامّة ، و قد انتسبوا إليهم فلزمهم اتّباعهم ، و صاروا ملحقين بهم في الدنيا و الآخرة . و العجب من القياس الذي اعتمد عليه الغزّالي في إباحة الغناء ، حيث قال : « إنّه صوت طيّب موزون مفهّم محرّك للقلب » [6] و مراده بالموزون - كما ذكره - ما كان
[1] المنقذ من الضلال ، ص 76 . [2] انظر البحث حول الكتاب في عبقات الأنوار ، مجلَّد حديث الغدير ، و خلاصته : فيض القدير ، ص 396 - 399 ، و مجلَّة تراثنا ، السنة الأولى ، العدد الثاني و الرابع . [3] انظر فيض القدير ، ص 396 . [4] انظر مصادره في الغدير ، ج 7 ، ص 75 ، 10 ، ص 8 - 9 . [5] شرح نهج البلاغة ، ج 2 ، ص 26 و ج 17 ، ص 164 ؛ المواقف ، ج 8 ، ص 358 ، المطبوع مع شرح المواقف ؛ شرح التجريد للقوشجي ، ص 480 . [6] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 294 .