و الخاصّة ، و أوردوه في الكتب المعتمدة : أنّ أبا سفيان ركب بعيرا و كان معاوية يقوده و يزيد يسوقه ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم : « لعن اللَّه [ القائد ] و السائق و الراكب » . [1] و قد عرفت الحديث السابق عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم : « من تأثّم أن يلعن من لعنه اللَّه فعليه لعنة اللَّه » [2] ، و قد ظهر أنّه تعالى لعن يزيد لقوله تعالى : * ( وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى ) * . [3] فلاحظ هذه الآية و ركَّب شكلا من مقدّمتين لتظهر لك النتيجة . و ما يظنّ من احتمال كون اللعن قبل إظهار الإسلام يردّه : أوّلا : أنّه غير معلوم بل الظاهر عدمه ؛ و ذلك أنّ الحسن عليه السّلام و غيره من الأئمّة عليهم السّلام أوردوه في مناظراتهم و احتجاجاتهم [4] ، و لو كان كذلك لما كان حجّة و لأمكن الخصم الجواب . و في ترك معاوية و غيره الجواب دلالة على كونه بعد إظهار الإسلام . و ثانيا : أنّ الإظهار منهم للإسلام غير مفيد على مذهب الشيعة ؛ للجزم بالنفاق و دلالة الآثار و الأفعال عليه . و ثالثا : لو سلَّم فالخروج على الإمام يوجب الارتداد و الرجوع إلى الحكم الأوّل ، بل إلى ما هو أقبح منه . و رابعا : أنّ صريح القرآن يقتضي لعن قاتل المؤمن عمدا [5] في قوله تعالى : * ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُه ُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ ا للهُ عَلَيْه ِ وَلَعَنَه ُ ) * . [6] و هذا
[1] انظر مصادره في الغدير ، ج 10 ، ص 139 ، 169 . و في بعض المصادر : « عتبة » بدل « يزيد » . [2] بحار الأنوار ، ج 25 ، ص 319 عن رجال الكشّي ، و فيه : « من يأجم » . [3] النجم ( 53 ) : 3 - 4 . [4] الغدير ، ج 10 ، ص 139 ، 169 . [5] في المخطوطة : « عموما » . [6] النساء ( 4 ) : 93 .