عن التوجّه إلى بيانه ، كيف و قد خالفوا دين الأئمّة عليهم السّلام و عاندوهم و اعتقدوا الجبر و التشبيه ، و نسبوا ربّهم إلى الصورة و الجسم و إلى الجور و الظلم ، و أنكروا عصمة الأنبياء عليهم السّلام ، و جوّزوا عليهم الذنب و الكفر و الضلال ، فقالوا : إنّه ممكن بل واقع منهم ، و أنكروا حقّ أهل البيت عليهم السّلام ، و جحدوا إمامتهم و صرّحوا بترك ما ثبت عندهم من الشريعة لمجرّد مخالفة الشيعة ، و التزموا عدم الالتفات إلى قول الأئمّة و عدم عدّهم من علماء الأمّة ، بل يعملون بضدّ ما علم من مذهبهم ضرورة ، فكيف يجوز لشيعتهم حسن الظنّ بأعدائهم الذين هذه حالهم . و أمّا الغزّالي فهو أظهر نصبا و عداوة لأهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم من أن يحتاج إلى بيان ، غير أنّ بعض ضعفاء الشيعة اغترّوا به الآن و اعتمدوا على كلامه ، مع أنّه قد صرّح في كتابه إحياء العلوم - الذي هو إحياء الجهالات [1] - في مواضع بإباحة الغناء و غيره [2] ممّا هو خلاف المعلوم ضرورة من مذاهب الأئمّة عليهم السّلام ، و تكرّر منه في الكتاب المذكور و غيره : « قالت الروافض ( خذلهم اللَّه ) » . و قد ذكر فيه أنّه حصل له غاية الكشف بعد المجاهدات و الرياضات ، فانكشف له فضل أبي بكر على عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام بمراتب ، و قد صرّح بعدم جواز سبّ يزيد ( لعنهما اللَّه ) [3] و لو كان قاتلا للحسين عليه السّلام ؛ لأنّ غايته أنّه فعل كبيرة و هو لا يجيز سبّه . [4] فانظر إلى جرأته على خلاف رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم في الحديث الذي شاع و ذاع بين العامّة
[1] انظر الغدير ، ج 11 ، ص 161 - 167 . [2] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 294 - 300 . قال العلَّامة الأميني ( قدّس اللَّه تربته ) في الغدير ، ج 11 ، ص 165 : « و من أمعن النظر في أبحاث هذا الكتاب يجده أشنع ممّا قاله ابن الجوزي ، و حسبك ما جاء به من حلَّية الغناء و الملاهي و سماع صوت المغنّية الأجنبيّة و الرقص و اللعب بالدرق و الحراب ، و نسبة كلّ ذلك إلى نبيّ القداسة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم و فصّل القول في ذلك بما لا طائل تحته ، و خلط الحابل بالنابل ، و جمع فيه بين الفقه المزيّف و بين السلوك بلا فقاهة » . [3] هكذا في المخطوطة . [4] إحياء علوم الدين ، ج 3 ، ص 134 ، و انظر الغدير ، ج 11 ، ص 165 - 166 .