يتعمّدون الكذب علينا ، ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنّم . و منهم قوم نصّاب لا يقدرون على القدح فينا فيتعلَّمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجّهون بذلك عند شيعتنا ، و ينقصون بنا عند نصّابنا ، ثمّ يضيفون إليه أضعافه و أضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن منها برآء ، فيقبله المستسلمون من شيعتنا على أنّه من علومنا ، فضلَّوا و أضلَّوا ، و هم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن عليّ عليهما السّلام و أصحابه ؛ فإنّهم يسلبونهم الأرواح و الأموال ، و هؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبّهون بأنّهم لنا موالون و لأعدائنا معادون ، يدخلون الشكّ و الشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلَّونهم و يمنعونهم عن قصد الحقّ المصيب . [1] و بإسناده عن الرضا عليه السّلام أنّه قال ، قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام : إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته و هديه ، و تماوت في منطقه و تخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغرّنّكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا و ركوب الحرام منها ؛ لضعف نيّته و مهانته و جبن قلبه ، فنصب الدين فخّا لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره ، فإن تمكَّن من حرام اقتحمه . فإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام فرويدا لا يغرّنكم ؛ فإنّ شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام و إن كثر و يحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها محرّما . فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويدا لا يغرّنكم حتّى تنظروا ما يعقده قلبه ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثمّ لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسد بجهله أكثر ممّا يصلحه بعقله . فإذا