خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين . [1] و بإسناده عن بشير الدهّان قال ، قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : لا خير فيمن لا يتفقّه من أصحابنا ، يا بشير ، إنّ الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم ، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم و هو لا يعلم . [2] أقول : هذا صريح فيما قلناه ، و العيان شاهد بصحّة مضمونه ؛ فإنّ كلّ من سلك طريقتهم دخل في ضلالتهم ؛ فإنّهم بالغوا في تدقيق الأفكار و تحقيق الظنون حتّى كأنّهم أشرفوا على القطع و اليقين ، مع ظهور حال أصولهم فكيف بفروعهم . و بإسناده عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : « أما و اللَّه إنّه شرّ عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا » . [3] و بإسناده عنه عليه السّلام قال : « الناس ثلاثة : عالم و متعلَّم و غثاء ، فنحن العلماء و شيعتنا المتعلَّمون و سائر الناس غثاء » . [4] و بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام : أنّ عثمان الأعمى قال له : إنّ الحسن البصري يزعم أنّ الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار . فقال أبو جعفر عليه السّلام : « هلك إذن مؤمن آل فرعون ، ما زال العلم مكتوما منذ بعث اللَّه نوحا عليه السّلام ، فليذهب
[1] الكافي ، ج 1 ، ص 32 ، باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء ، ح 2 . [2] الكافي ، ج 1 ، ص 33 ، باب صفة العلم و فضله و فضل العلماء ، ح 6 . [3] الكافي ، ج 2 ، ص 402 ، باب الضلال ، ح 1 . [4] الكافي ، ج 1 ، ص 34 ، باب أصناف الناس ، ح 4 .