وجوب مجانبة أهل البدع ، و لا ريب أنّ العامّة منهم . و بإسناده قال ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم : « من أتى ذا بدعة فعظَّمه فإنّما يسعى في هدم الإسلام » . [1] أقول : لا ريب أنّ المخالفين من أعداء أهل البيت عليهم السّلام من أهل البدع ، و أنّهم رؤساؤهم ، و أنّ حسن الظنّ بهم و تلقّي كلامهم بالقبول يستلزم تعظيمهم ، فيستلزم هدم الإسلام عمّن فعل ذلك و عمّن تبعه . و بإسناده عن أبي جعفر و أبي عبد اللَّه عليهما السّلام قالا : « كلّ بدعة ضلالة ، و كلّ ضلالة سبيلها إلى النار » . [2] و بإسناده الصحيح عن رسول اللَّه مثله . [3] أقول : هذا صريح في الدلالة على المقصود ؛ إذ كلّ ما هو من مذهب أعداء أهل البيت عليهم السّلام فهو بدعة ، و فيه تحذير من محبّتهم و أخذ العلم منهم و من كتبهم ؛ لأنّ أكثرها بدعة و إن زخرفوا ظاهرها ، و ما كان منها موافقا لمذهب الأئمّة عليهم السّلام فهو مستثنى بالنصّ عليه من جهتهم ؛ على أنّه يجب أخذه من أهله لا من العامّة . و بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن قال : قلت لأبي الحسن عليه السّلام : بما أوحّد اللَّه ؟ فقال : « يا يونس ، لا تكوننّ مبتدعا ، من نظر برأيه هلك ، و من ترك أهل بيت نبيّه ضلّ ، و من ترك كتاب اللَّه و قول نبيّه كفر » . [4] و بإسناده عن أبي جعفر عليه السّلام قال : لا تتّخذوا من دون اللَّه وليجة ، فلا تكونوا مؤمنين ؛ فإنّ كلّ نسب
[1] الكافي ، ج 1 ، ص 54 ، باب البدع و الرأي و المقاييس ، ح 3 . [2] الكافي ، ج 1 ، ص 56 ، باب البدع و الرأي و المقاييس ، ح 8 . [3] الكافي ، ج 1 ، ص 56 - 57 ، باب البدع و الرأي و المقاييس ، ح 12 . [4] الكافي ، ج 1 ، ص 56 ، باب البدع و الرأي و المقاييس ، ح 10 .