فقال : « إنّ من أشراط الساعة إضاعة الصلوات و اتّباع الشهوات و الميل مع الأهواء - إلى أن قال : - فعندها يكون أقوام يتعلَّمون القرآن لغير وجه اللَّه ، و يتّخذونه مزامير ، و يكون أقوام يتفقّهون لغير اللَّه ، و يكثر أولاد الزنى ، و يتغنّون بالقرآن » . [1] . و الحديث طويل . قال في القاموس : زمر و يزمر : غنّى في القصب . و مزامير داود ما كان يتغنّى به من الزبور و ضروب الدعاء . [2] و قد روى في عيون الأخبار بإسناده عن محمّد بن أبي عباد قال : سألت الرضا عليه السّلام عن السماع ، فقال : « لأهل الحجاز فيه رأي ، و هو في حيّز الباطل و اللهو ، أما سمعت اللَّه يقول : * ( وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً ) * » . [3] أقول : فيه - و في بعض ما مرَّ - دلالة على دخول الغناء في قسم الباطل و اللهو و اللعب و اللغو ، فجميع ما ورد من الآيات و الروايات في ذلك دالَّة على المقصود هنا . و قوله : « لأهل الحجاز فيه رأي » وجهه أنّهم كانوا يتغنّون أيّام التشريق . قال أبو طالب المكَّي من العامّة في كتاب قوت القلوب في سياق الاحتجاج على إباحة الغناء : و لم يزل أهل الحجاز عندنا بمكَّة يسمعون السماع في أفضل أيّام السنة ، و هي الأيّام المعدودات التي أمر اللَّه تعالى عباده
[1] تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 304 ؛ وسائل الشيعة ، ج 15 ، ص 348 - 349 ، أبواب جهاد النفس ، الباب 49 ، ح 22 . [2] القاموس ، ص 513 ، « زمر » . [3] عيون أخبار الرضا عليه السّلام ، ج 2 ، ص 128 ، ح 5 ؛ وسائل الشيعة ، ج 17 ، ص 308 ، أبواب ما يكتسب به ، الباب 99 ، ح 19 .