أبي عبد اللَّه عليه السّلام في قول اللَّه ( عزّ و جلّ ) : * ( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ) * [1] قال : قال أمير المؤمنين عليه السّلام : « بيّنه تبيينا ، و لا تهذّه هذّ الشعر ، و لا تنثره نثر الرمل ، و لكن اقرعوا به قلوبكم القاسية ، و لا يكن همّ أحدكم آخر السورة . [2] و لا ريب في أنّه يجب حمل الترجيع على بعض المعاني المأمور بها بحسب الإمكان ، و لا يجوز حمله على المعنى المنهيّ عنه . و عاشرها : أن يكون مخصوصا بالترجيع الذي لا يصل إلى حدّ الغناء ، أعني ما ليس بمطرب ، فلا يصدق عليه الغناء ، و لا ينافي تحريمه جواز ما دونه . و هذا و إن كان قريبا ، لكن بعض علمائنا عرّفه بالصوت المشتمل على الترجيع و إن لم يطرب [3] ، و ادّعى بعضهم التلازم بين الترجيع و الطرب . [4] و هو غير بعيد عن الاعتبار ، و لعلّ الوصف للتوضيح . و في القاموس : « الغناء - ككساء - من الصوت ما طرّب به » [5] ، و هو يدلّ على اعتبار الوصف ، فإن لم يكن ملازما فهو كالتعريف الأوّل . و الحاصل أنّه مع اجتماع الترجيع و الطرب يتحقّق الغناء بإجماع الفقهاء و اللغويين و العرب . و حادي عشرها : أن يكون المراد بالترجيع في الصوت ترديده من مخرج حرف إلى مخرج حرف آخر ، أي إخراج الحروف من مخارجها كما ينبغي من غير أن يكون النطق بواحد منها مشابها للنطق بآخر ، فيكون حاصل الترجيع بيان الحروف في النطق بيانا تامّا ؛ فإنّه يستلزم التلطَّف في رجوع الصوت و ترجيعه من كيفية إلى أخرى و من مخرج حرف إلى مخرج آخر ، و لا يلزم تحقّق الغناء و لا الترجيع
[1] المزّمّل ( 73 ) : 4 . [2] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 1 . [3] مسالك الأفهام ، ج 2 ، ص 126 . [4] رسالة في تحريم الغناء ، للمحقّق السبزواري ، المطبوعة في هذه المجموعة ، ص 38 . [5] القاموس المحيط ، ص 1701 ، « غني » .