في جلالة قدره ، كما لا يخفى . و إبراهيم الأحمر الظاهر أنّه ابن إسحاق ، و هو و إن كان ضعيفا [1] ، لكن ذكروا أنّ كتبه قريبة من السداد [2] ، بل وثّقه الشيخ بحسب الظاهر [3] ؛ لكن في اتّحاد الموثّق و المضعّف نظر . [4] و قد علم من التتبّع أنّ الشيعة كانوا يكتبون كلّ ما يسمعونه من الأئمّة عليهم السّلام في حضرتهم و يدوّنونه ، و ذلك بأمرهم ، فانحصرت الرواية عن الرجل في قسمين : إمّا أن تكون من كتابه ؛ أو من كتاب آخر بإجازته . فإن كان الراوي هنا هو الثقة فلا كلام ، و إن كان الضعيف فإمّا أن تكون الرواية من كتابه ، و هو - كما عرفت - قريب من السداد ، بل معلوم السداد هنا ؛ لموافقته للأحاديث المشار إليها سابقا ، أو بالإجازة فأمره سهل ؛ إذ كانت الكتب عندهم متواترة النسبة يروونها بالإجازة عن ثقة و غير ثقة . و لذلك ترى الكليني كثيرا ما يروي في أوّل الأسناد عن غير الثقة ، و لا يتصوّر منه أخذ الحديث من كتب غير الثقات ، بعد ما تقدّم من كلامه في أوّل كتابه . و يحتمل كون الكليني نقل هذا الحديث من كتاب عبد اللَّه بن سنان ، و الباقي كلَّهم روي عنهم هنا بطريق الإجازة . و اللَّه أعلم .
[1] رجال النجاشي ، ص 19 ، رقم 21 : « إبراهيم بن إسحاق ، أبو إسحاق الأحمري النهاوندي كان ضعيفا في حديثه » . [2] فهرست الطوسي ، ص 10 ، رقم 11 : « إبراهيم بن إسحاق الأحمري كان ضعيفا في حديثه متّهما في دينه ، و صنّف كتبا جملتها قريبة من السداد » . [3] قال الشيخ الطوسي في أصحاب الهادي عليه السّلام : « إبراهيم بن إسحاق ثقة » ( رجال الطوسي ، ص 409 ) . [4] انظر خلاصة الأقوال ، ص 198 . قال المؤلَّف رحمه اللَّه في الاثنا عشرية ، ص 128 في هذا المبحث بعد هذا الكلام : « فإن كان هنا هو الثقة فلا كلام ، و إن كان المضعّف فإمّا أن تكون الرواية من كتابه ، و كتبه قريبة من السداد أو من طريق الإجازة فأمرها سهل ؛ إذ كانت الكتب متواترة النسبة يروونها عن ثقة و غيره تبرّكا باتّصال السلسلة بأصحاب العصمة عليهم السّلام » .