خصوصا في مثل هذا الزمان الذي كثرت فيه الشكوك و الشبهات ، و زادت فيه المعارضات . و إنّما الخلاف في أنّ الأمر بالاحتياط في الأحاديث الكثيرة على وجه الوجوب أو الاستحباب ، فذهب إلى كلّ فريق ، فأجمعوا على رجحانه . و ممّا روي في ذلك من عدّة طرق بأسانيد معتمدة عن الصادق عليه السّلام أنّه قال : إنّما الأمور ثلاثة : أمر بيّن رشده فيتّبع ، و أمر بيّن غيّه فيجتنب ، و أمر مشكل يردّ حكمه إلى اللَّه ( عزّ و جلّ ) . قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه و آله و سلَّم : « حلال بيّن ، و حرام بيّن ، و شبهات بين ذلك ، فمن ترك الشبهات نجا من المحرّمات ، و من أخذ بالشبهات ارتكب المحرّمات و هلك من حيث لا يعلم » - و في الخبر المذكور : - الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات . [1] و في خطبة لأمير المؤمنين عليه السّلام : إنّ اللَّه تبارك و تعالى حدّ لكم حدودا فلا تعتدوها ، و فرض فرائض فلا تنقضوها ، و سكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا لها فلا تكلَّفوها ، رحمة من اللَّه لكم فاقبلوها . - ثمّ قال : - حلال بيّن ، و حرام بيّن و شبهات بين ذلك ، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما بان له أترك . و المعاصي حمى اللَّه ( عزّ و جلّ ) ، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها . [2] و الأحاديث في ذلك كثيرة جدّا . الثامن : إنّه ضعيف لمخالفته للأصل ، فإنّه يقتضي عدم التخصيص و التقييد