نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 77
تعلمها وتحسينها [1] وشوقه إليها ، حتى صار ذلك سببا لتعلمها ، يقال عرفا : إنه أعانه عليها . وكذا التاجر لا يتجر إذا علم أن أحدا لا يشترى منه شيئا أو لا يبيعه ، فللبيع والشراء منه مدخلية في تحقق التجارة منه ، ولا يقال للبائعين والمشترين منه : إنهم معاونوه على التجارة ، بخلاف ما لو باع أحد منه ، واشترى منه ، لترغيبه في التجارة ، وتعلمه لها ، فيقال : إنه أعانه عليها . وكذا سائر الحرف والصناعات . وكذا نرى أنه إذا صارت جماعة أضيافا على زيد ، واشترى زيد لهم طعاما من شخص ، لولاهم لما اشتراه ، لا يقال : إنهم أعانوه على بيعه ، بخلاف ما إذا كان مقصودهم من صيرورتهم أضيافا : رواج طعامه ، واشتراء زيد منه ، فيقال : إنهم أعانوه ، وهكذا . وقد صرح بذلك الفاضل الأردبيلي في آيات الأحكام ، قال في كتاب الحج منه عند بيان هذه الآية : والظاهر أن المراد الإعانة على المعاصي مع القصد ، أو على الوجه الذي يقال عرفا : إنه كذلك . مثل أن يطلب الظالم العصا من شخص لضرب مظلوم ، فيعطيه إياها . أو يطلب منه القلم لكتابة ظلم ، فيعطيه إياه ، ونحو ذلك مما يعد معاونة عرفا . فلا يصدق على التاجر الذي يتجر ليحصل غرضه ، أنه معاون للظالم العاشر في أخذ العشور [2] ، ولا على الحاج الذي يؤخذ منه بعض المال في طريقه ظلما ، وغير ذلك مما لا يحصى . فلا يعلم صدقها على شراء من لم يحرم عليه شراء السلعة من الذي يحرم
[1] التحسين في اللغة : التزيين ، ويحتمل أنه يريد : ترغيبه في أن يتعلمها ، ويحسنها بمعنى يعلمها علما حسنا ، ولكن التحسين ليس مصدره ، وليس هنالك مصدر يستعمل بذلك المعنى ، انظر الصحاح 5 : 2099 ، ولسان العرب 13 : 117 ، والمنجد : 134 . [2] عشرت المال عشرا وعشورا أخذت عشره ، واسم الفاعل عاشر وعشار ، ( المصباح المنير 2 : 411 ) ويريد به هنا الخراج وآخذ الخراج .
77
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 77