نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 756
هو الحيوان المفترس ، ولا دلالة فيه على تعيين الرجل الشجاع أصلا . فلولا أنه مدلول لفظ الأسد المصروف عن حقيقته والمتبادر منه ، لم يعقل فهمه في الكلام ، لانتفاء الحصر في المجاز . وتبادر المعنى المجازي من اللفظ المقترن بالقرينة لا ينافي مجازيته ، لأن التبادر الذي هو علامة الحقيقة هو فهم المعنى من نفس اللفظ مجردا عن القرينة ، وتبادر المجاز هو فهم المعنى مع القرينة . ثم التبادر في المجاز قد يحصل بمجرد القرينة الصارفة عن الحقيقة كما في المثال ، وقد لا يحصل بذلك وحده بل يتوقف على وجود الصارف عن بعض المجازات أيضا ، وذلك إذا كان مساويا للمجاز المقصود من اللفظ ، كما في لفظ اليد التي هي حقيقة في العضو المخصوص ومجاز في النعمة والقدرة ، فإذا أريد استعمالها في النعمة وجب ضم قرينة تصرفها عن إرادة القدرة ، كأن يقول : لزيد يد عند أوليائه - مثلا - ولم يجز الاكتفاء بالقرينة الصارفة عن الحقيقة ، بل يجب مجموع القرينتين الصارفتين عن الحقيقة والمجاز المساوي ، لا لأن الصرف عن الأمرين يقتضي تعيين المراد ، لانتفاء الحصر ، بل لأن المتبادر من اللفظ المصروف هو ذلك . وأنت إذا تتبعت القرائن اللفظية وجدتها في الأكثر كذلك ، إذ قلما يتفق في الكلام قرينة معينة للمراد ، صارفة عن الحقيقة وسائر المجازات المحتملة عدا المعنى المقصود ، بل الغالب أن قرينة المجاز إما صارفة عن خصوص الحقيقة ، أو عنها و عن شئ من المجازات ، وأن التعيين إنما يستند إلى اللفظ المصروف عن بعض معانيه . ولولا أن المعنى المراد هو المتبادر من اللفظ بعد الانصراف لامتنعت الدلالة اللفظية في أكثر المجازات . الثاني : شهرة المجاز المعين وكثرة وقوعه في الكلام ، وإنما الاشتهار سبب للتعيين ، لعدم انفكاكها عن التبادر الموجب له غالبا ، أو لأن الظن يلحق الشئ بالأعم الأغلب .
756
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 756