responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي    جلد : 1  صفحه : 634


والمراد بالفائدة : ما يكون مقصودا للعقلاء ، ويعده العقلاء والذين بناؤهم على تحكيم العقل فائدة ، لا ما يكون فائدة عند سفهاء أهل الدنيا ، والمنهمكين في الملاعب ، والعوام [1] .
كما حكي أن بعض المسرفين كان يضيف الناس ، فيأمر غلمانه بكسر الأواني النفيسة المملؤة من الأطعمة والأشربة عند إتيان الطعام ، وصب ما فيها في الظرف ، حتى يصفه الأضياف بسعة الصدر وكثرة المال .
وكما أن بعضهم يضعون الأثياب النفيسة والأقمشة العالية في المشاعل ، ليكون ضوؤها ذا ألوان .
ومن ذلك ما يفعلونه في هذه الأزمنة من اللعب بالنار ، ويقال له بالفارسية :
آتشبازي .
ومنه إضاءة السراج في النهار ، ونحو ذلك .
وأما الصرف فيما لا يليق بحاله : فهو أن يصرفه فيما تترتب عليه فائدة دينية أو دنيوية ولو مجرد الزينة التي أباحها الله تعالى لعباده ، ويعدها العقلاء فائدة ، ولكنها كانت غير لائقة بحاله عند أهل العرف ، متجاوزة عن حده وشأنه ، كصرف السوقي الذي ليس له كل يوم درهمان مالا في تزويق بيته بالذهب واللاجورد [2] .
وكاشتراء من لا يحتاج في سنة ولا سنتين مرة إلى الركوب ، وليس له ضياع ولا عقار ولا مداخل غير ما يقوت به عياله ، فرسا بمائة دينار ، وربطه ، و صرف المال في نفقته ، ونحو ذلك .
ومنه ما ذكره الإمام عليه السلام : من جعل ثوب الصون ثوب الابتذال .
وإلى هذا أشار الإمام أبو عبد الله عليه السلام في موثقة سماعة بقوله : ( فإنه رب فقير



[1] : في ( ح ) : الهواة ، وفي ( ب ) الهواء ، وأثبتناه من ( ج ) .
[2] : اللاجورد فارسية ، وهي اسم حجر أزرق يستخرج من الأرض صلابته كصلابة الزجاج .

634

نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي    جلد : 1  صفحه : 634
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست