نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 334
ولا يمكن تحققها بدونها ، ولا تميزها خارجا عنها ، بل لا تنفك في الخارج عن الفرد ، ولا الفرد عنها ، ولا يتميز بحسب الخارج عنها . نعم يميزها العقل ، بمعنى أن العقل يحكم صريحا بأن لزيد جزءا موجودا لعمرو أيضا ، وليس للفرس . وهذا هو المراد بقولهم : وجودها عقلي ، يعنى أن العقل يحكم بوجودها في الخارج ، ولا يدخل في حكم الحس والإشارة الحسية والحاصل : أنه وإن لم يكن أن يتحقق في الخارج أمر مشترك بين الجميع ، خال عن المشخصات 1 ، ولكن العقل يحكم صريحا : أنه لو جمع أفراد الانسان كلا أو بعضا ، وأسقط عنها المميزات جميعا ، إسقاطا بعد إسقاط ، يبقى بالآخرة جزء متحد في الجميع ، لا بمعنى أنه أمر واحد يشترك فيه الجميع ، لاستحالة ذلك ، وإيجابه وحدة المتعدد ، واتصال الجميع بواسطة اتحادها في هذا الجزء ، بل بمعنى أن الصورة الذهنية لهذا الجزء بعينها هي الصورة الذهنية لهذه ، ومنطبقة معها بلا اختلاف . وهذا معنى وحدة الماهية الخارجية ، أي في لحاظ العقل لكل فرد جزء متحد باعتبار الصورة الذهنية لجزء فرد اخر ، وينطبق عليه ، فالماهية الخارجية متعددة بعدد الافراد الخارجية ، أي : لكل فرد في لحاظ العقل جزء ، هو بعينه الجزء الذي للفرد الاخر ، أي مطابق معه ، وهذه الاجزاء المتعددة بعدد الماهيات ، هي المعبر عنها بحصص الماهيات ، وهذا التطابق أيضا هو معنى كلية الماهية الخارجية . وتوضيحه : أن للماهية وجودا ذهنيا باعتباره يسمى بالمفهوم ، ووجودا خارجيا باعتباره تسمى مصداقا . والأول : أمر واحد لا تعدد فيه ، وكلي يشترك فيه الكثيرون ، بمعنى أنه ينطبق على الأمور المتكثرة الخارجية ، ويصدق عليها ، وهي الاجزاء المذكورة الموجودة
( 1 ) في ( ب ) ، ( ج ) : التشخصات .
334
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 334