نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 262
يتمسكون بها في محاوراتهم ومعاملاتهم من غير نكير ، فهي بالعمل مجبورة و بالشهرة معتضدة ، فتكون حجة 1 . ويرد عليه : أنه إن أريد بانجبارها بالشهرة : الشهرة المتنية ، فهي ليست مشهورة ، إلا في ألسنة المتأخرين ، وهي غير كافية . بل اشتهارها عندهم أيضا ليس إلا بنقل بعضهم عن بعض في مقام الاحتجاج ورده ، وهذا ليس من الشهرة الجابرة ، فإنه لو ذكر واحد حديثا ضعيفا ، ثم ذكره الجميع ناقلا عنه ورادا للاستدلال به ، لا يحصل له الشهرة المتنية الجابرة ، وحال تلك الثلاثة من ذلك القبيل ، كما ترى أنه استدل نادوا بالأول في مقام إثبات كون الامر للندب ، وذكره الباقون نقلا منه ، مردوا عليه ، وكذلك الثانيان . وإن أريد الشهرة المدلولية ، فهي ممنوعة وإن كان الفتوى في بعض جزئيات مدلولها مشهورة ، وهي غير اشتهار المدلول . فالظاهر عدم حجية تلك الأخبار ، وعدم صلاحيتها لاثبات الاحكام المخالفة للأصل ، إلا أن يكتفى في انجبار الخبر الضعيف بالشهرة المحكية أيضا ، كما هو المحتمل ، بل الأظهر . فإنه يمكن القول بحجية تلك الأخبار ، حيث إنه نسب بعضهم القول بوجوب الاتيان مما يتمكن منه من الاجزاء إلى الأكثر وأما الثاني ، فنقول : أما الحديث الأول فيحتمل وجوها أربعة : أحدها : أن تكون لفظة ( من ) في قوله : ( منه ) للتبعيض ، ويكون ( منه ) مفعولا لقوله : ( فأتوا ) ويكون قوله : ( ما استطعتم ) بدلا لبعضه ، ويكون المعنى : فأتوا بعضه ، البعض الذي استطعتم والثاني : أن تكون ( من ) تبعيضية أيضا ، ويكون المفعول قوله : ( ما استطعتم ) ويكون المعنى : فأتوا ما استطعتم حال كونه بعضه .
( 1 ) الفوائد الجديدة : 7 فائدة : 12 .
262
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 262