نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 186
ومما يدل على ذلك : قوله سبحانه : ( فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) 1 فان التعليل دل على أن الصوم مع المرض وفي السفر عسر ، وأنه في أيام اخر خالية عن المرض والسفر يسر . ثم إن المرتبة الثانية - وهو العسر كما أشرنا إليه - أعم مطلقا من الضيق ، فان كل ضيق عسر ، ولا عكس ، فان من حمل عبده بشرب دواء كريه في يوم مثلا يقال : أنه يعسر عليه ، ولا يقال : انه في ضيق ، أو ضيق عليه مولاه . وكذا من يكوم منتهى طاقته حمل مائة رطل ، إذا امر بحمل تسعين مثلا ، و نقله إلى فرسخ يقال : إنه يعسر عليه ، ولكن لا يقال : إنه في الضيق . نعم لو امر بحمله ونقله كل يوم ، يقال : إنه ضيق عليه . وكذا يصح أن يقال : إن التوضؤ بالماء البارد في اليوم الشديد البرد مما يعسر ، ولكن لا يقال : إن المكلف في ضيق من ذلك . والنسبة بين هذه المرتبة والمرتبة الرابعة التباين ، إذ لا يطلق العسر إلا على ما يمكن فعله ، فما لا يمكن لا يقال : إنه يعسر . والمرتبة الثالثة أعم مطلقا من الرابعة ، إذ كل ما لا يقدر عليه ضيق ، و لا عكس ثم إنه لا كلام لنا في هذا المقام في المرتبتين : الأولى والأخيرة ، فان الأولى مما ريب في جواز التكليف بها وتحققه ، ولا شئ هنا يعارض جوازه . كما أن التكليف بالأخيرة منتف عندنا عقلا وشرعا ، بل انتفاؤه يعم الشرائع كلها ، وليس انتفاؤه من باب الأصل ، حتى يجوز الخروج عنه بدليل ، بل تحققه مطلقا غير جائز . وإنما الكلام في المرتبتين : الثانية والثالثة .
( 1 ) البقرة 2 : 185 .
186
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 186