نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 179
إلى ساق العرش ) إلى أن قال : ( قال سبحانه : لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت من خير ، وعليها ما اكتسبت من شر . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع ذلك : أما إذا فعلت ذلك بي وبأمتي فزدني ، قال : سل ، قال : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا . قال الله عزو جل : لست أؤاخذ أمتك بالنسيان والخطأ ، لكرامتك علي ، وكانت الأمة السالفة إذا نسوا ما ذكروا به فتحت عليهم أبواب العذاب ، وقد رفعت ذلك عن أمتك ، وكانت الأمم السالفة إذا أخطأوا اخذوا بالخطأ وعوقبوا عليه ، وقد رفعت ذلك عن أمتك ، لكرامتك علي . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : اللهم إذا أعطيتني ذلك فزدني ، فقال الله تعالى : سل ، قال : ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، يعني بالإصر : الشدائد التي كانت على من كان قبلنا . فاجابه الله إلى ذلك ، فقال تبارك اسمه : قد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة ، كنت لا أقبل صلاتهم إلا في بقاع من الأرض معلومة اخترتها لهم وإن بعدت ، وقد جعلت الأرض كلها لأمتك مسجدا وطهورا ، فهذه من الآصار التي كانت على الأمم قبلك فرفعتها عن أمتك . وكانت الأمم السالفة إذا أصابهم أذى من نجاسة قرضوه من أجسادهم ، وقد جعلت الماء لأمتك طهورا ، فهذه من الآصار التي كانت عليهم فرفعتها عن أمتك . وكانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى البيت المقدس ، فمن قبلت ذلك منه أرسلت إليه نارا فأكلته فرجع مسرورا ، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مبتورا . وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها ، فمن قبلت ذلك منه أضعفت له أضعافا مضاعفة ، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت منه عقوبات الدنيا ، وقد رفعت ذلك عن أمتك ، وهي من الآصار التي كانت على الأمم السالفة قبلك .
179
نام کتاب : عوائد الأيام نویسنده : المحقق النراقي جلد : 1 صفحه : 179