responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين نویسنده : آقا ضياء العراقي    جلد : 1  صفحه : 25


الحلَّة ، واشتغل فيها بالتدريس والتأليف وتربية العلماء وتقوية المذهب وإرشاد الناس ، حتى شدّت إليه الرحال من كل جانب ، ولم يخرج العلاّمة من الحلَّة منذ رجوعه إليها حتى وفاته إلاَّ إلى الحج الذي كان في أواخر عمره الشريف ، وبقي على هذه الوتيرة إلى أن وافاه الأجل في المحرم الحرام سنة 726 ه‌ .
( 6 ) عصره ومعاصروه :
عاصر العلاّمة الحلَّي رضوان الله تعالى عليه منذ نشأته وحتى وفاته عام 726 ه‌ إحداثا مرّة مرت بها الأمّة الإسلامية عموما والطائفة الحقّة خصوصا ، كان أولها غزو التتر العراق واحتلال بغداد وتدميرها وحرق مكتباتها ، والقضاء على الحضارة الإسلامية التي كانت فيها . وأراد التتر احتلال الحلَّة والكوفة والمشهدين الشريفين ، إلاَّ أن تدبير والده - والد العلاّمة - أدى إلى المحافظة على هذه المدن وما فيها ، وبالتالي أدى إلى إسلام سلاطين التتر ومن ثمّ تشيعهم ، ويحكي لنا العلاّمة معاملة والده مع التتر حيث يقول :
لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلاَّ القليل ، فكان من جملة القليل والدي رحمه الله والسيد مجد الدين ابن طاوس والفقيه ابن أبي العزّ ، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت إيالته ، وأنفذوا به شخصا أعجميا ، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له فلكة والآخر يقال له علاء الدين وقال لهما : قولا لهم :
إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا . فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي إليه الحال ، فقال والدي رحمه الله : إن جئت وحدي كفى ؟ فقالا : نعم ، فصعد معهما .
فلما حضر بين يديه - وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة - قال له :
كيف أقدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم ؟ وكيف تأمنون إن صالحني ورحلت عنه ؟ .

25

نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين نویسنده : آقا ضياء العراقي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست