نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 334
كأنه لم يرد إيقاعه وانما وقع منه وقوعا على خلاف طبعه ، ورغم خلقه في التعهد الديني ، ومن ثمَّ يندم عليه فور ما فرط منه ويتوب إلى اللَّه . وفي حديث آخر قال ( ع ) : « اللمام : العبد الذي يلم الذنب بعد الذنب ليس من سليقته أي من طبيعته » [1] وقال : « ما من مؤمن الأولة ذنب يهجره زمانا ثمَّ يلم به . » [2] وقوله « وَلَمْ يُصِرُّوا . » تقدم تفسير الصادق ( ع ) ذلك بالمبادرة إلى الاستغفار : « الإصرار هو ان يذنب فلا يستغفر اللَّه ، ولا يحدث نفسه بتوبة . فذلك الإصرار » [3] * * * ومما يؤكد على ان لا صغيرة في المعاصي وانها جمع كلها كبائر ، عدم وجود تحديد ضابط للكبيرة وفصلها عن الصغيرة . ولا إمكان تعديدها في عدد حاصر . الأمر الذي تحير فيه القائل بالصغائر . ومن ثمَّ ذهب ببعضهم إلى ان حكمة البارئ تعالى هي التي اقتضت إخفاء صغائر السيئات وعدم ميزها عن الكبائر ، لئلا يلزم إغراء العباد إلى ارتكاب السيئات . قال الفخر الرازي : ذهب أكثر العلماء إلى انه تعالى لم يميز الكبائر أي جملتها عن جملة الصغائر ، لأنه تعالى لما بين ان الاجتناب عن الكبائر يوجب تكفير الصغائر ، فإذا عرف العبد ذلك وميز بينهما ، اقتصر على اجتناب الكبائر ولم يجتنب عن الصغائر حيث علمه بأنها مغفورة . فكان ذلك إغراء له بارتكاب السيئات ، وهو
[1] المصدر رقم 5 . [2] المصدر رقم 3 . [3] المصدر ص 288 رقم 2 باب الاصرار على الذنب .
334
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 334