responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح العروة الوثقى نویسنده : الشيخ مرتضى الحائري    جلد : 1  صفحه : 12


العلوم الدينيّة بقمّ المشرّفة لدى المدرّسين الأفاضل بها ، ووفّق للحضور في درس والده العليم سنوات قليلة ، ثمّ بعد وفاته في سنة 1355 ه‌ . ق حضر في درس سائر العلماء الفحول حتّى صار عَلَماً من الأعلام ومن المدرّسين الكرام العظام في الحوزة المباركة ، فدرّس بها السطح العالي والخارج فقهاً وأصولاً طِيلة سنوات عديدة تدريساً في غاية الدقّة ، وبملاحظة دقّته الخاصّة به في تدريسه تعلّم عنده الطلاّب والأفاضل الّذين كان بناؤهم على أخذ العلوم بكمال الدقّة ، وهم - كما هو معلوم - الأصل في قوام الحوزة العلميّة الدينيّة .
وبعد ذلك نقول : إنّ شيخنا المحقّق ( قدس سره ) كان من حيث التقوى والتوجّه إلى الله تعالى والإخلاص أنموذجاً يُضرب به المثل ، وهذا الإخلاص وعدم التوجّه إلى الدنيا كان سائراً في جميع أعماله حتّى في تدريسه لبحث الخارج ، فلم يكن تدريسه أيضاً - بما أنّه عملٌ له وشغلٌ - من مشتهياته وأهوائه ، والشاهد له أنّه ( قدس سره ) في بعض تلك الأيّام أصيب وانكسرت يده فاجتمع الحضّار ولم يحضر الأستاذ ، فقال بعض التلامذة لبعض آخر ممّن كانوا يعدّون من فضلائهم : « قوموا واذهبوا أو لنذهب معاً إليه ونعرض عليه الحضور للتدريس في الأيّام الآتية ، والمرجوّ أن يحصل باجتماعنا وطلبنا منه اشتياق ويجيء من غد » . وبعد مدّة - كساعة مثلاً - قد ذهب هذا الجمع عنده وقد جاء لديه أحدٌ من الناس ممّن يُعرف بالصلاح والسداد وقال له : « أرجو من الله برحمته وفضله أن يمنّ عليكم بالصحّة » . فقال شيخنا ( قدس سره ) : « هذا الانكسار ليدي أيضاً من رحمة الله ، فإنّه أوجب لي أن لا أحضر للتدريس وصرت في راحة أيّام هذه الوعكة الصحّيّة ؟ » . فلينظر المتأمّل في مقاله هذا مع أنّه صادق قطعاً ، فإنّه يدلّ على عدم اشتياقه إلى عمل من المعمول أنّه مشتاق إليه للناس ، ولا يكون هذا إلا لما قلناه من عموم إخلاصه .
وكان ( قدس سره ) أيضاً شديد الرقّة بالفقراء وأهل الحاجة ، ولهذا كان له في مدينة قمّ جلسة يحضرها جمع من متموّلي المدينة والأخيار ويقومون برفع حوائج المحتاجين .

12

نام کتاب : شرح العروة الوثقى نویسنده : الشيخ مرتضى الحائري    جلد : 1  صفحه : 12
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست