نام کتاب : شرح العروة الوثقى نویسنده : الشيخ مرتضى الحائري جلد : 1 صفحه : 10
استنباط أحكام الله تعالى بالأدلّة الأربعة المعتبرة بكمال الدقّة وألقوا ما هداهم الله تعالى - ولا سيّما المتأخّرين منهم - في صورة كتب عميقة استدلاليّة لكي تكون مرجعاً لمن بعدهم ، فيكون الرجوع إليها وفهم معانيها سبباً لأن يقف المتأخّرون منهم أيضاً على أدلّة المسائل الفقهيّة ويتجدّد بعد كلّ طائفة منهم طائفة أخرى ويتفقّه الفقهاء أنفسهم في الدين وينذروا عامّة المسلمين من مخالفة طلبات الله تعالى كما أكّد عليه في الكتاب الكريم : ( فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كلِ فِرْقَة مّنْهمْ طَآبِفَةٌ ليتفقهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [1] . ومن هؤلاء العلماء العظام والفقهاء الكرام الفقيه المعظّم آية الله الحاجّ الشيخ مرتضى الحائريّ ( قدس سره ) ، فقد كان من أكبر أساتذة هذا العلم في الحوزة العلميّة المباركة بقمّ المشرّفة ، وشهيراً بالتقوى والإخلاص وبالدقّة في المطالب العلميّة والاستنباطات الفقهيّة ، وكان هو ( قدس سره ) يكتب ما وصل إليه بعد التأمّل وبعد الإلقاء على حضّار بحثه ، وبهذه الجهات صارت مكتوباته ثمرة جهد كثير قد وقع البحث عنها وتضارب الآراء في كشف الأمور العلميّة المسطورة فيها . نبذة مختصرة من حياة المؤلّف ( قدس سره ) : ولا بأس بل لا بد من الإتيان بكلمات أكثر حول حياته المباركة أداءاً لبعض حقّه العظيم على الحوزة العلميّة الدينيّة وإن لا نقدر أداء ذاك الحقّ كما هو حقّه جزماً ، فنقول : هو ( قدس سره ) قد وُلد بمدينة أراك في اليوم الرابع عشر من شهر ذي الحجّة الحرام في سنة 1334 ه . ق الموافق لسنة 1294 ه . ش في بِيئة علميّة فاضلة . وقرّت عيون أسرة المرحوم آية الله العظمى الحاجّ الشيخ عبد الكريم الحائريّ مؤسّس الحوزة العلميّة المباركة بقمّ المشرّفة بأوّل نجل وشبل ، فتربّى في كنَفِ والده الكريم العالم تربيةً دينيّة .