نام کتاب : سداد العباد ورشاد العباد نویسنده : الشيخ حسين آل عصفور جلد : 1 صفحه : 335
من الواجب والمستحبّ وما جرى من الخلاف في المقارنة جار هنا ، ولهذا جاء في المعتبرة المستفيضة عن أبي عبد الله عليه السّلام وغيره منهم عليهم السّلام حيث قالوا : إذا أردت أن تحرم يوم التروية فاصنع كما صنعت حين أردت أن تحرم ، وخذ من شاربك ومن أظفارك وعانتك إن كان لك شعر وانتف إبطيك واغتسل والبس ثوبيك ، ثم ائت المسجد الحرام فصلّ فيه ستّ ركعات قبل أن تحرم ، وتدعو الله وتسأله العود وتقول : اللَّهمّ إنّي أريد الحجّ فيسّره لي وحلَّني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت عليّ ) . وتقول : ( أحرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي من النساء والثياب والطيب أريد بذلك وجهك والدار الآخرة ، وحلَّني حيث حبستني لقدرك الذي قدّرت عليّ ، ) ثمّ تلبّي من المسجد الحرام كما لبّيت حين أحرمت . وأمّا ما تضمنّه خبر أبي بصير من ذكر التلبيات عقيب الصلاة فليس بمناف لما تضمّنته صحيحة معاوية بن عمّار ، لأنّ الماشي يلبّي من الموضع الَّذي يصلَّي فيه ، والراكب يلبّي عند الرقطاء وعند الشعب ، ولا يجهر ان بالتلبية إلا عند الإشراف على الأبطح . ويؤيّده خبر عمر بن يزيد لأنّ فيه عن أبي عبد الله عليه السّلام : إن كنت ماشيا فلبّ عند المقام وإن كنت راكبا فإذا نهض بك بعيرك . ولا طواف بعد الإحرام بالحجّ مندوبا عند الأكثر ، وإن استحبّه الحسن ابن أبي عقيل لعدم مساعدة الدليل له ، ففي صحيح الحلبي قال : سألته عليه السّلام عن الرجل يأتي المسجد الحرام - وقد أزمع بالحج - يطوف بالبيت ؟ قال : نعم ما لم يحرم . ويستمرّ على التلبية إلى زوال الشمس يوم عرفة ، فإذا زالت الشمس قطعها . ويحرم بهذا الإحرام ما قدّمناه من محظورات إحرام العمرة ، ويكره له ما يكره فيه ، ويجب عليه ما يجب على المحرم من الكفّارات . الثالث : في أحكام نزول منى وما ينبغي أن يفعله من السنن والمندوبات ، فإنّه يستحبّ للحاجّ بعد الإحرام يوم التروية الخروج إلى منى من مكَّة بعد صلاة الظهر والإقامة بها ، والمبيت بها إلى فجر عرفة . وربّما قيل بوجوب المبيت بها ، ويجوز الخروج من منى قبل طلوع الشمس ، ولا يجوز وادي محسّر حتّى تطلع الشمس ، واستحباب كون الخروج قبل طلوعها ويتأكَّد للإمام . وفي صحيح هشام بن سالم وغيره عن أبي عبد الله عليه السّلام انّه قال في المتقدّم من منى إلى عرفات قبل طلوع الشمس : لا بأس به .
335
نام کتاب : سداد العباد ورشاد العباد نویسنده : الشيخ حسين آل عصفور جلد : 1 صفحه : 335