نام کتاب : سداد العباد ورشاد العباد نویسنده : الشيخ حسين آل عصفور جلد : 1 صفحه : 167
راجحا فيقصّر في المباح . ولا يقصّر العاصي بسفره كالساعي بالمسلم إلى ظالم ، أو طالب الشحناء ، والعادي والباغي واللاهي بصيده ، والمتنزّه به ، وفي السفر للنزهة بغيره اشكال ، وإلحاقه به غير بعيد ، لفحوى رواية زرارة الواردة في المتنزّه بالصيد . والمتصيد لقوته وقوت عياله أو للصدقة يقصّر حتما صوما وصلاة ، ولو كان للتجارة أفطر بغير شك ، وفي قصر الصلاة خلاف أظهره الإتمام للخبرين ، والملازمة بين قصر الصلاة والإفطار غالبية وليست كليّة ، والخاص مقدّم على العام فلا ينافيهما صحيح ابن وهب ( إذا قصّرت أفطرت وإذا أفطرت قصّرت ) . ولو رجع عن المعصية اعتبرت المسافة حينئذ ، ولو عاد إليها رجع إلى الإتمام ولم تعتبر المسافة في هذه الحال ، ولو نوى غير العاصي بسفره المعصية انقطع سفره . ولو قصد مسافة ثم مال في أثنائها إلى التصيّد للنزهة واللهو أتم ، ولو عاد إلى قصده الأول رجع إلى التقصير إن بقيت المسافة على الأظهر . وإذا عاد العاصي إلى بلده مع تلبسه بالمعصية أتم في عوده ، وإن أقلع عنها قصّر إن كان الباقي مسافة وإلا فلا ، ولو كان مقصده مباحا إلا إنّه يعصي الله في أثنائه من غير أن يجعلها غاية لم يقدح فيه لأن ما سوى المعصوم لا ينفك عنها سفرا وحضرا . ولو سلك طريقا قد منع من سلوكه شرعا لأنه مظنّة التلف نفسا أو مالا أتمّ لأنه عاص ، إلا أن يكون ما يتوقعه في سفره ذلك من المال أعظم مما يتلف منه أو يكون مما لا يضرّ به . والمديون المطالب بدينه القادر على وفائه لو سافر قبل الوفاء كان عاصيا فرضه التمام ، وكذا كل سفر ينافي حق آدمي قادر على ردّه معصية لا يقصّر فيه . والمسافر من بلد تقام فيها الجمعة وجوبا عينيا بعد زوال الشمس يتم في سفره لأنه معصية للنهي عنه ، بل الأحوط له إذا انفجر الفجر من يومه ذلك وكذا يوم العيد عند استكمال شرائط الصلاة أن يصلي تماما وقصرا لو سافر ، لكونه معصية علي الأظهر كما تنادي به الأخبار . ولو فاجأه الخوف في أثناء سفره وجب عليه تحرّي الأصلح من العود أو المضي ، فإن تساوى الاحتمالان تخيّر وقصّر . ولو أمره السلطان الجائر بالسفر وتوقّع الضرر وجب عليه السفر والتقصير . والقاصد إلى السلطان الجائر لا عن حاجة ضرورية ولا لخوف من سطوة من العصاة الذين يجب عليهم الإتمام ، وعليه حمل إطلاق الخبر بالإتمام . وبالجملة كل ما كان السفر معصية أو غايته معصية ولو بحسب العارض وجب
167
نام کتاب : سداد العباد ورشاد العباد نویسنده : الشيخ حسين آل عصفور جلد : 1 صفحه : 167