من أسباب ظهور روايات التحريم : ولنفترض : أن الروايات تقول : إن الرسول « صلى الله عليه وآله » كان يبيح للصحابة هذا الزواج تارة ويحرمه عليهم أخرى ، والتي تعاني من الكثير من العاهات والبلايا لنفترض أنها صحيحة ، حتى لو كان الفرض موهوناً إلى درجة كبيرة . فإن إفتراضاً كهذا يجعلنا أمام سؤال وجيه عن المغزى الذي كان يرمي إليه رسول الله « صلى الله عليه وآله » من ذلك ، خصوصاً إذا بات واضحاً : أن لا مجال لما يفترضه أهل السنة عموماً من أن ما صدر عن النبي « صلى الله عليه وآله » من نهي عن هذا الزواج إنما هو نهي تحريم ونسخ . والجواب عن ذلك ، باختصار : هو أن ما يفترضه أهل السنة غير ظاهر ، إذ من الممكن جداً أن يكون « صلى الله عليه وآله » إنما كان ينهاهم عن ممارسة هذا الزواج أو يأمرهم بفراق من تزوجوا بهن ، بسبب أن الجيش قد أصبح على جناح سفر ، ولا بد من حفظ أولئك النسوة ، وتسهيل أمرهن : فلا يبقين معلقات بأشخاص قد لا يلتقين بهم أبداً في المستقبل . إذن ، فمن الممكن تصور تكرار النهي عن إقامة عقود زواج